أكد النائب عبد المالك قارة ممثل غرداية بحزب الأرندي ل«البلاد" أن الأوضاع بالولاية لا تزال متوترة على الرغم من جهود الأمن والدرك لإطفاء نار الفتنة التي اندلعت بين السكان والتي عرفت تحسنا بتواجد القوات الأمنية المطالبة بتعزيزها لتفادي عودة المواجهات. كما عاد النائب إلى أن طبيعة النظام الاجتماعي في غرداية مختلف نوعا ما بالنظر لوجود عدد من المذاهب مع ثقافات مختلفة، كما تختلف علاقاتهم الاجتماعية وحتى الاقتصادية وهذا ينعكس على طبيعة التعايش في هذه المنطقة. وأكد النائب قارة أنه ومنذ بداية الأحداث بادر رفقة عدد من الشخصيات النافذة في المنطقة بعقد اجتماعات مع ممثلين عن مختلف الأحياء التي شهدت المواجهات منها حي المجاهدين لدراسة الأوضاع حيث تم عقد لقاء في منزله أول أمس لبحث مخرج للتهدئة. وجاء تحرك النائب مع أسماء لها صيتها بالمنطقة لاحتواء المواجهات التي اندلعت منذ حوالي أسبوع بين المزابيين والعرب وخلص الاجتماع إلى إعطاء تحليل لأسباب هذه الفتنة التي تعود بعض أسبابها إلى وجود هوة بين المجتمعين واتهامات بدعم جهات وتغليبها على جهة مما عمق الشرخ بين الجانبين. كما أكد أن الوضعية الأمنية وعدم الاهتمام بهذه المنطقة هو سبب هذه الأزمة، حيث لم يتم وضع الإمكانيات الأمنية الدائمة لبعث الاستقرار فيها وأن المصالح الأمنية ملزمة بتحمل مسؤوليتها. كما عاد أيضا الى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي اعتبرها أصل الأزمة التي تتخبط فيها غرداية، داعيا إلى عدم الاعتماد في التقارير الإعلامية على أشخاص دون التأكد من هويتهم. من جهة أخرى انتقد النائب عن جبهة القوى الاشتراكية سعيد بوعيش في اتصال مع "البلاد" دور أعيان المنطقة الذين اتهمهم بالفشل في احتواء الخلاف الدائم بين سكان غرداية لأنهم لا يحظون بتمثيل قوي بين السكان، معتبرا أن سكان غرداية اليوم ليسوا شعبا قبليا مازال يحتكم إلى منطق الأعيان، وأضحت رواسب العلاقات التاريخية والنزاعات العرقية بين أبناء العرب المالكيين والبربر الإباضيين، بمثابة البارود الذي يشعل فتيل المناوشات بين الطرفين، لتزيد في كل مرة تعميق شرخ جدار التعايش المشترك بين أبناء المنطقة الواحدة. وحذر من استغلال أياد أجنبية لهذه الانزلاقات من أجل زيادة التوتر وتأجيجه لبعث جو من عدم الاستقرار بالمنطقة، داعيا إلى قطع الطريق عليها، وطالب الدولة باتخاذ إجراءات فعلية لأن هذه المنطقة لو دخلت في دوامة العنف فسيكون من الصعب التحكم فيها وتهدئة الوضع. وقد تنتقل الى جهات أخرى وشدد على بعث الاستقرار ووضع حد للتجاوزات الحاصلة بمنطقة غرداية. فيما شدد النائب لخضر بن خلاف عن حزب العدالة والتنمية على ضرورة تعاون جميع الأطراف من أعيان المنطقة، وممثلين عن المجتمع المدني وحتى الطبقة السياسية التحرك لإطفاء نار الفتنة. وأكد بن خلاف أن الحزب على اتصال مع ممثليه في غرداية قد طالبتهم الحركة بالتحرك بالتنسيق مع أعيان المنطقة للتحرك بشكل منظم وسلمي لتهدئة الأوضاع