يكون عشّاق الفن السابع في الفترة الممتدة من 16 إلى 18 جانفي الجاري بسينماتيك الجزائر، على موعد مع السينما الأردنية، من خلال الطبعة الثالثة لتظاهرة «أيام الفيلم الأردنيبالجزائر»، والتي تشرف عليها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والهيئة الملكية الأردنية للأفلام. وتأتي هذه التظاهرة الفنية حسب بيان تلقّت «الشعب» نسخة منه في إطار التبادل الثقافي بين البلدين وتعريف الجمهور الجزائري بالثقافة والسينما الأردنية التي عرفت تطورا عالميا مميزا في الآونة الأخيرة، مشيرا «البيان» بأنّ أيام الفيلم الأردني هي فرصة لاكتشاف الأعمال السينماتوغرافية لهذا البلد، والتي لقيت دعم ومساندة الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، منذ تأسيسها سنة 2003، حيث تعدّ سينما فتية وناشئة يعبر من خلالها المخرجين الأردنيين الشباب عن مظاهر مجتمعهم. يفتتح الفيلم الطويل «على مد البصر» للمخرج أصيل منصور أيام الفيلم الأردني، عشية الأربعاء المقبل، حيث يقف جمهور «متحف السينما» على واحد من أحدث الأفلام الأردنية، والذي تدور وقائعه حول امرأة في العشرينيات من عمرها تدعى «ليلى»، تختبر قرارات اتّخذتها في حياتها في ليلة مليئة بالمغامرة، حين تتعرض سيارتها للسرقة من قبل اللص «سامي»، الذي اتّخذ قرارات غير عادية في حياته أيضا. ومن هنا، وضمن دراما اجتماعية مشوّقة يسلّط المخرج الضوء على القرارات التي يتّخذها الفرد في حياته وتحمله لمسؤولية قراره والعواقب التي يبني عليها كل خيار، والنضوج المتعلق به، وإدراك أثر كل حركة يقوم بها على نفسه وعلى من هم من حوله. كما يشهد اليوم الثاني من التظاهرة، عرض فيلم «لما ضحكت الموناليزا» لفادي حداد والذي يروي قصة أحلام «موناليزا»، التي لم تبتسم يوما في حياتها، وهي ذات شخصية حالمة رومانسية، وفي الوقت نفسه خجولة، وتميل للتمرد على واقع تعيشه برفقة أختها «عفاف»، اللتين تعيشان معا في منطقة شعبية وكلاهما بدون زواج وتجاوزتا الثلاثين، وتتواصل أحداث القصة لتقع موناليزا في حب عامل بالمقهى وهو مصري الجنسية، يعمل معها في المديرية الحكومية. وهنا يتطرق الفيلم لأمر مهم، ألا و هو معاناة الوافدين إلى الأردن. في حين تختتم التظاهرة بالفيلمين القصيرين «الظلام في الخارج» لدارين سلام و»إسماعيل» لنورة الشريف، حيث يروي الأول من خلال 14 دقيقة وقائع حياة الطفلة «نينا» وهي تتابع دراستها في مدرسة مثقلة بأزمات ومعاناة مجتمع غير محدد المعالم، وتحاول من خلاله المخرجة وصف التعصب والتشدد بأنهما يدمران السلم الاجتماعي القائم على التفاهم والانسجام. في حين تسرد أحداث الفيلم الثاني في 30 دقيقة، مسيرة الفنان التشكيلي الفلسطيني الراحل إسماعيل شموط إبان نكبة 1948، الذي انفجرت موهبته الفنية، وكان يرى في محيطه الاجتماعي والسياسي والثقافي حياة مشحونة بالأمل رغم عذابات الألم ومأساة التهجير.