أكد السيد جول عاشور، المدير العام لميناء بجاية أن هذه المنشأة ما زالت تواصل تسجيل أرقام قياسية جديدة في مجال النمو، حيث تمّ خلال نشاط السنة الفارطة 2013 معالجة أزيد من 20 مليون طن من السلع مقابل أزيد من 19مليون طن خلال نفس الفترة من سنة 2012، أي بزيادة تقدّر بنسبة 20 بالمائة، مضيفا أنه بالرغم من حجمه الصغير ومساحته المقدّرة ب 70 هكتار فقط، يستحوذ على ما نسبته 31 % من الشُّحن البحري، كما أنه يغطي عدة مناطق أكثرها نائية، وهو ما دفع بالمفوضية الأوروبية للنقل بمنحه لقب «الطريق البحري السريع» عام 2009. وأضاف أنّ إدارته تهدف إلى إنشاء ميناء شحن محوري في منطقة البحر المتوسط، بغرض التمركز ضمن سلسلة الإمداد الدولية، بناءً على الزخم الكبير للفعاليات الاقتصادية الوطنية، وظهور منافسين جدد، صار لِزاما على مسؤولي الميناء في هذه الحالة إعادة النظر في التكيف مع قواعد النقل والإمداد في المنطقة الأورو متوسطية، وقد تمّ تنفيذ جميع الإجراءات التي اتخذت في العقد الماضي، وهذا للاستمرار والبقاء على الركح من أجل مواكبة مثل هذه التحديات، فمنذ سنة 1995 يضيف محدثنا، كان لابد على المؤسسة أن تباشر في العديد من الإصلاحات الهيكلية والبنى التحتية، وهذا بغرض الترويج لاستثمارات ضخمة تمسّ جميع مستويات المنظمة للشركة، وانتهت الإصلاحات إلى تحقيق آثار إيجابية، على أن أكثر من 30٪ من أرقام المبيعات السنوية يعاد استثمارها، مضيفا أنه مع اعتماد الأسواق العالمية لنظام إدارة جديد متكامل، على غرار الجودة والصحة والسلامة والبيئة، هذا النظام يعتمده الخبراء في الأسواق العالمية كميزة موحدة بغرض جذب الشركاء والمستثمرين، ويتجلى ذلك في منح شهادات لأحسن منتوج يحمل المواصفات المذكورة آنفا كشهادات إيزو، 2000، 9000، 1800، 14001، حيث تُمنح حسب تنفيذ كل ما يتعلق بتنظيم كل السلع في المحطات البحرية (حاويات، الخشب، الورق، النفط)، وكذا نوعية معدات التشغيل وكذا تجديدها باستمرار بما توصلت إليه أحدث التكنولوجيات، زيادة على اليد العاملة والكفاءات الموجودة من ذوي المهارات العالية، والإجراءات الرئيسية المقترنة بالبنية التحتية، بما في ذلك تنظيم الخط البحري للناقلات العملاقة نحو الخارج، إضافة إلى تنظيم خروج السفن من الميناء التجاري وما إلى ذلك. وحاليا تمّ إعادة تشغيل الأرصفة المركزية، إلى جانب تهيئة وتوسيع الرصيف جديد بسطح مساحته تبلغ 1.26 هكتار، العملية التي انتهت في عام 2011. ومن بين المشاريع التي هي قيد الانجاز، مشروع المحطة البحرية الجديدة، الذي لا تتجاوز مدة أشغاله 24 شهرا. وحسب الأهداف المسطّرة، فإن المشروع يهدف إلى تمكين استقبال أكثر من 100 ألف مسافر سنويا، ويوفر لهم الراحة وسهولة العبور. وللإشارة، فإنّ الميناء حاليا يستقبل أزيد من 24 ألف مسافر سنويا، وإدارة الميناء تراهن على هذا المشروع لرفع من حركية تنقل المسافرين وتوسيع أعمال الميناء. ويبقى الرهان الحالي في تطوير الميناء حسب ذات المتحدث، الإسراع في إنجاز الطريق الاجتنابي بجاية – العجيبة، وازدواجية خط السكة الحديدية من أجل ضمان النقل، وهما مشروعان قيد الانجاز، علما أنه تمّ اتخاذ مبادرات ملموسة من أجل إنشاء موانئ جافة ومناطق لوجيستية، في كل من منطقة إيغيل أوبرواق والبرج. مديرة التسويق:الميناء ركيزة أساسية في الإقتصاد الوطني أكّدت من جهتها السيد حجوط ليندة مسؤولة التسويق، أن ميناء بجاية ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، الذي أثبت أهميته الاستراتيجية من خلال مساهمته في النمو الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، حيث استطاع بهذا أن يفتك المرتبة الأولى من ميناء العاصمة بجدارة، كأنشط وأكبر ميناء تجاري على المستوى الوطني، رغم مساحته الضيقة التي لا تتعدى ال 70 هكتار. المعروف عن ميناء بجاية أنّه يقع في خليج يعتبر الأفضل في الساحل الجزائري، إذ يمتد من رأس كربون حتى رأس أوقاس، وذلك ما جعل الميناء يمتلك مؤهلات ممتازة، كما أنّ موقعه ملائم تماما فهو محمي من كل الرياح والأمواج العالية، باستثناء المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية، ويتراوح عمق المياه فيه بين عشرة إلى أكثر من عشرين مترا، مضيفة أنّ الأهمية الاستراتيجية الوطنية لميناء بجاية في ربطه لسبعة ولايات من الجنوب الشرقي للبلاد، وعدة مدن ولايات أخرى عبر شبكة واسعة من الطرق البرية والجوية والسكك الحديدية، وهو بذلك استطاع أن يسيطر على أكثر من 31 بالمائة من النشاط البحري الوطني، كما أنه يغطي مساحة تزيد عن 250 كلم مربع ل تشمل على أكثر من 12 مليون نسمة، وقد تجاوزت قيمة النشاط التجاري فيه 20 مليون طن، منها 9 مليون طن عبارة عن واردات على شكل مواد أولية تمثل طلبيات المؤسسات الصناعية المحلية، بينما تجاوزت قيمة الصادرات 11 مليون طن. أما على الصعيد الأوروبي فقد استطاع ميناء بجاية أن يحصل على لقب «الطريق البحري السيار» الذي منحته له المفوضية الأوروبية للنقل سنة 2009، هذا اللقب جعل القائمين على الميناء يطمحون في جعله ميناء ذو أهمية كبرى في البحر المتوسط، ويكون ضمن سلسلة أفضل الموانئ الدولية، معتمدين في ذلك علي ديناميكية المتعاملين الاقتصاديين في البلاد. ومن أجل الاستجابة لمتطلبات الزبائن والمتعاملين الاقتصاديين، حسب ذات المتحدثة، خاصة في حوض المتوسط الذي يشهد منافسة شديدة بعد ظهور قواعد بحرية جديدة، ويسعى ميناء بجاية إلى التحسين والعصرنة والتجديد المتواصل لهياكله، بالإضافة إلى التكيف الدائم مع قواعد التنظيم اللوجستية والنقل الأورو متوسطي خاصة. ولهذا يشهد ميناء بجاية الذي يعتبر محطة عبور رئيسية لمختلف السلع والبضائع، تقريبا كل عام أشغال تطوير وتوسيع مستمرة، مبنية على أسس واضحة وعقلانية، قادرة على تلبية مختلف الاحتياجات المتعاملين،وقد اعتمد ميناء بجاية استراتيجية تسيير جديدة ترتكز أساسا على تحديث بنيته التحتية. فمنذ عام 1996 قامت إدارة الميناء بمباشرة العديد من الاصلاحات الهيكلية على مستوى المنشآت، تجلّت في استثمارات عديدة ومكثفة في مختلف أصعدة التنظيم، أبرزها مساهمة الميناء في انشاء محطةللحبوب لصالح الديوان الوطني لمتعاملي الحبوب، وفي عام 1997 استطاع ميناء بجاية ان يكون الميناء الأول والوحيد الذي قام بتثبيت مركز عبور للبضائع الخطرة، في عام 2005 وضع الميناء تحت الاستغلال أول محطة للحاويات من خلال انجاز مشروع مشترك مع ميناء بسنغافورة، وفي نفس السنة قام بوضع تحت الاستغلال محطة للخشب، وفي عام 2008 تمكّن الميناء من استغلال محطة لنقل العربات، وقد ساهمت هذه الاستثمارات في جعل ميناء بجاية في طليعة الموانئ التجارية الجزائرية، بعد أن تمكن من توجيه استثماراته في تناغم مع متغيرات حركة التجارة، والأعمال والاستثمارات التي باشرتها ادارة ميناء بجاية موازاة مع عدة قرارات هيكلية مهمة، على غرار شحن سفن النفط الكبرى في عرض البحر وفي جرف الميناء التجاري،مع مراعاة اتباع نظام تسيير مدمج خاص بالنوعية، النظافة، شروط الزمن والسلامة وكذا حماية البيئة،وهو ما يعتبر رهانا هاما لسوق الدولية من أجل جلب شركاء أجانب جدد. هذا واعتمد ميناء بجاية منذ أواخر سنة 1990 على ديناميكية اصلاح وتغيير شاملة، مست وسائل التنظيم والتسيير بهدف تحيس قدراتها الادارية والخدماتية، مع انشاء هيئات تنظيمية جديدة، قواعد اجتماعية وقوانين داخلية تاخص التسييرداخل الميناء، بالاضافة الى وضع سياسة تسعير جديدة لاعادة تأهيل، ترميم وتتجديد معدات الانتاج، الى جانب تنظيم تشغيل فضاءات الميناء من أجل عقلنة استغلالها كالمستودعات وأماكن التخزين وغيرها، وكذا اعادة تأهيل العمال من خلال تطوير التواصل الداخلي، والاعتماد على التكوين من أجل تحسين الخطاب مع العملاء، بالاضافة الي تطوير اليد العاملة وتأهيلها للتحكم في تكنولوجيا المعلومات الجديدة. المتعاملون الاقتصاديون مرتاحون عبّر العديد من المتعاملين الاقتصاديين عن ارتياحهم للتطور الكبير الذي يعرفه ميناء بجاية، وكذا الحيوية التجارية الغير مسبوقة، خاصة مع انفتاح السوق وبروز شركات اقتصادية كبيرة على اساحةالوطنية وحتى الأجنبية،وهو ما جعلهم يتعاملو مع هذه المؤسسة، نظرا للسمعة الكبيرة التي تتمتّع بها، ونظرا لالتزام ادارة الميناء بالمعايير الدولية للادارة وتقديم الخدمات، وهو الأمر الذي كان له الأثر الأكبر على المتعاملين مع الميناء داخليا وخارجيا، مضيفا أن المشاريع المبرمة ستكون جد فعالة في حال تجسيدها، وهوما نتمنى أن يتحقق من طرف الجهات الوصية.