تحظى البحوث الإكلينيكية في الجزائر باهتمام كبير من طرف السلطات العمومية والباحثين الجزائريين، أكدتها مشاركتهم المميزة في دراسة «اتلانتيك» حول الجلطة القلبية، من خلال اختيار بعض مراكز أمراض القلب في الجزائر من أجل التكفل بالمرضى في مصالح الاستعجالات وتحويلهم نحو المصالح المسماة ب»المرجعية» لكي يستفيدوا من جراحة للقسطرة. ونظرا لنجاح «اتلانتيك»، تلقت الجزائر جائزة القيادة العلمية من قبل منطقة أفريقيا والشرق الأوسط لتسليط الضوء على الأداء والمستوى العالي للفرق العلمية الجزائرية في تنفيذ الدراسة، وهو ما ثبّتته نتائج المراقبة الدقيقة التي قامت بها الشركة الفرنسية المستقلة، التي رفعت بلدنا إلى مستوى بمقاببس عالمية في مجال البحث الإكلينيكي خلال حفل نظم في اسطنبول بتركيا، شهر نوفمبر 2013، استلمت فيه الجزائر الجائزة بجدارة بفضل مجهودات الفريق الجزائري المتكون من خبراء وأطباء باحثين تميّزوا بأدائهم وجديتهم. وأمام مشاركة 12 بلدا غربيا، تعدّ الجزائر البلد الوحيد المشارك من منطقة إفريقيا والشرق الأوسط، التي سخرت كل الإمكانات البشرية والمادية وكذا كل الكفاءات المعنية بهذه الدراسة التي أشرف عليها «أسترا زينيكا»، منها 103 مركز قسطرة، عبر مصالح أمراض القلب بالمستشفى الجامعي للبليدة والمركز الوطني للطب الرياضي والمستشفى الجامعي «بارني»، التي يسيرها على التوالي البروفيسور محمد الطاهر والبروفيسور رشيد بوغربال والبروفيسور جمال الدين نيبوش. هذه المراكز المختلفة وأخرى المدمجة في الدراسة، عملت بالتعاون وأثبتت أنه بفضل التحفيز والاتصال والعمل الجماعي المميز، استطاع المرضى الاستفادة من التكفل الجيد من خلال تحويلهم في الآجال المحددة، بواسطة سيارات إسعاف طبية إلى المراكز المرجعية وهذا ما ساعد على نجاح «أتلانتيك». وقد انطلقت عبر العالم في شهر سبتمبر 2011، الأشغال التي لاتزال جارية إلى الآن، ومن المرتقب الإعلان عن نتائج هذه الدراسة المهمة في شهر أوت 2014 من العام الجاري. وقد شملت الدراسة، بحسب الأطباء المشاركين، عينة من 1800 مريض تفوق أعمارهم 18 سنة، يعانون من أعراض الجلطة القلبية، حيث استغرقت 30 يوما عبر أربع مراحل، عشوائية، بأفواج متوازية، مزدوجة وتقييم الفعالية، وتركز موضوع الدراسة حول تقبّل بدء عملية ما قبل الاستشفاء، مقارنة مع عملية الاستشفاء بواسطة علاج «تيكاغريلور» لدى المرضى المصابين بالجلطة القلبية، مع اضطراب في القطعة «آس.تي» التي لأجلها يتم تقرير إجراء قسطرة تاجية أولية. وتهدف إلى تقييم فعالية وتقبل عملية ما قبل الاستشفاء «داخل سيارة الإسعاف لمصلحة الاستعجالات» نحو مرحلة الاستشفاء الداخلي «غرفة قسطرة القلب» من خلال دواء» تيكاغريلور» لدى المرضى المصابين بالجلطة القلبية، والمرشحين لإجراء عملية القسطرة. وتحدد هذه الدراسة، ما إذا كان المريض يخضع لعلاج «تيكاغريلور» في الحالة الاستعجالية أم قبل العملية فقط، مما يؤدي إلى ضخ سريع للشريان المسؤول عن الجلطة، وبالتالي تسهيل عملية القسطرة وحتى تحسين النتيجة المتوقعة لهذا العلاج.