تحصلت الجزائر على الجائزة الأولى في مجال التكفل بعلاج الجلطة القلبية من بين 13 بلدا غربيا مشاركا في دراسة "اتلانتيك" التي تناولت الإستراتيجية المناسبة للتكفل بمريض الجلطة القلبية. الدراسة حسب ما أكّده المشاركون فيها، الأربعاء بفندق السوفيتال، أشرف عليها مخبر آسترازينيكا" و"كلينيكا قروب"، وشارك فيها أيضا فريق بحث جزائري مائة بالمائة. وتحدد دراسة "أتلانتيك" ما إذا كان المريض يخضع لعلاج "تيكاغريلور" في الحالة الاستعجالية أي في سيارة الإسعاف مما يؤدي إلى ضخ سريع للشريان المسؤول عن الجلطة، أوالانتظار إلى غاية بلوغ المركز الصحي وبالتالي أثناء عملية القسطرة. من جهته البروفيسور بوعافية من مستشفى البليدة أكد أن مصلحته أخذت على عاتقها 36 مريضا من أصل 40 مريضا جزائريا خضعوا للدراسة ، مؤكدا على أن أمراض القلب في الجزائر تعد السبب الرئيسي للوفيات ويمكنها أن تناهز مع حلول سنة 2020 حوالي 20 مليون إصابة. أمّا البروفيسور بوغربال الذي أثنى كثيرا على هذه التجربة فأكد أن الجزائر تسجل تأخرا كبيرا على مستوى تطبيق العديد من القوانين على ارض الواقع، مشيرا إلى بعض الأعطاب والمشاكل التقنية التي أخرت انطلاق الدراسة بما يزيد عن الشهرين غير أن ذلك لم يمنع من تصدر الجزائر للمرتبة الأولى بين العديد من الدول الغربية المتطورة. وعبر بوغربال عن أمله في أن يتمكن الطبيب من علاج المرضى في نقاط ابعد في الجزائر وهو ما يتطلب توفير مراكز مرجعية في هذا الاختصاص. البروفيسور نيبوش من مستشفى بارني أكد بدوره على أن الجزائر غيبت عن الأبحاث والدراسات الدولية منذ سنوات عدة وحتى على المستوى الافريقي فالعديد من المخابر لا تستثمر في مجال البحث ولا تشرك الكفاءات الجزائرية في هذا المجال وأثنى من جهته على مخبر "آسترازينيكا" الذي أتاح الفرصة للجزائر من اجل إبراز قدراتها وهو ما كلل بالنجاح والحصول على الجائزة. بن ناصر حبيب المدير العام لمخبر" استرازينيكا" صرح بان الجزائر قادرة على الرهان والتفوق يجب فقط إتاحة الفرصة لها كاشفا عن دراسة أخرى ستشارك فيها الجزائر تتعلق بالربو ستستعرض نفاصيلها في حينها. جدير بالذكر أن الجزائر تحصي 25 ألف إصابة سنويا بالجلطة القلبية وهي حالات ناتجة في أغلبها عن أمراض القلب والأوعية. ويعرّف المختصون الجلطة القلبية على أنه موت منطقة أقل أو أكبر إتساعا لعضلة القلب، حيث تصبح خلايا العضلات القلبية غير قادرة على الانسجام بسبب نقص في الأوكسجين وهو ما يعرّض الشخص المصاب للموت في بضع ساعات. وتحدث الجلطة غالبا أثناء الليل أو في أوقات الراحة ويتجلى ذلك من خلال ألم مفاجئ على مستوى الصدر. ويركّز المختصون على عامل الوقت ويعتبرونه مهما جدا في التكفل بعلاج الجلطة، من خلال الإسعاف الأولي قبل الاستشفاء وكذا تحويل المرضى عن طريق وسائل نقل طبية باتجاه مراكز متخصصة، وهي عوامل أساسية في التكفل بالمريض. وفي هذا السياق تحظى شبكات الطوارئ ومصالح المساعدة الطبية المستعجلة بالأهمية البالغة في مجال التكفل بمرضى الجلطة القلبية. وتندرج الدراسة "اتلانتيك" في هذا الإطار، وقد شملت عينة ب1800 مريض تفوق أعمارهم 18سنة، يعانون من أعراض الجلطة القلبية، وقد انطلقت عبر دول العالم في شهر سبتمبر 2011 ولا تزال مستمرة حيث من المنتظر الاعلان عن نتائجها النهائية سنة 2015. وبصفته رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض القلب صرّح البروفيسور بوعافية أن هذه الدراسة تبين المستوى الراقي الذي بلغه طب أمراض القلب في الجزائر وتبين أيضا أهمية تطوير شبكات التكفل حول مراكز أمراض القلب الجراحية بما فيها المجموعة الطبية الكاملة بدء من الطبيب الإستعجالي إلى المختص في أمراض القلب مرورا بالمختص في الإنعاش. وهكذا مع مكافحة أسباب الخطر أمراض القلب والأوعية الدموية التي نأمل من خلالها تقليل نسبة الوفيات لهذا الآفة الشائعة والخطيرة.