كشف خبراء في أمراض القلب والأوعية أن الجلطة القلبية أضحت اليوم مشكل صحة عمومية يتطلب التكفل به مخططا استعجاليا يقوم على محورين أساسين، أولهما التحسيس الواسع بهذه الإصابة الخطيرة التي تكلف وفاة 25 ألف جزائري سنويا، والثاني يتلخص في كسب معركة الوقت المهم جدا في علاج الجلطة القلبية. كان ذلك أمس، بالعاصمة، خلال ندوة صحفية حول احتشاء عضلة القلب، تم خلالها عرض دراسة “أتلانتيك” المتخصصة التي نالت بها الجزائر مؤخرا الجائزة الأولى بجدارة ضمن مسابقة تنافس فيها 12 بلدا منها كندا وأستراليا وغيرهما، وهو ما يرجع للبحث العلمي الجزائري مكانته في الأوساط العالمية، خاصة وأن الدراسة قام بها فريق بحث جزائري 100 بالمائة، على عينة من 1800 مريض تفوق أعمارهم 18 سنة، يعانون من أعراض الجلطة القلبية. وقد رفعت الدراسة تحديا أساسيا يتمحور في إيجاد طرق تكفل عصرية بالمرضى أمام عدة نقائص ومنها العتاد الطبي المتخصص، بهدف إنقاص معدل الإصابة “وهذا بالضبط ما قام به فريق بحثنا في انتظار النتائج النهائية عام 2015”، يقول البروفيسور محمد طاهر بوعافية من فريق البحث. هذه الدراسة تهدف إلى تقييم فعالية وتقبل عملية ما قبل الاستشفاء “داخل سيارة الإسعاف ومصلحة الاستعجالات وصولا إلى مرحلة الاستشفاء الداخلي أو غرفة قسطرة القلب، من خلال إخضاع المرضى المرشحين لإجراء عملية القسطرة لدواء “تيكاغريلور”. يشرح من جهته البروفسور رشيد بوغربال، مضيفا أن الدراسة قد قامت كذلك على تحديد ما إذا كان المريض يخضع للعلاج بهذا الدواء تحديدا في الحالة الاستعجالية أم قبل العملية فقط، مما يؤدي إلى ضخ سريع للشريان المتسبب في الجلطة، وبالتالي تسهيل عملية القسطرة وحتى تحسين النتيجة المتوقعة لهذا العلاج”. وقد أثبتت دراسة “اتلانتيك” أن للجزائر كفاءات علمية تعمل وفق معايير عالمية مشهود لها، علما أن “الجزائر تعد البلد الوحيد المشارك من منطقة إفريقيا والشرق الأوسط التي سخرت كل الإمكانيات البشرية والمادية وكذا كل الكفاءات لإنجاح هذه الدراسة التي أجريت من طرف «كلينيكا غروب” التي تضم فريق بحث جزائري بإشراف مخبر “أسترا زينيكا” المسير من جهته بكفاءات جزائرية”. تجدر الإشارة إلى أن العالم اليوم يحصي 17.3 مليون حالة وفاة سنويا بسبب الجلطة القلبية، منها 25 ألفا في الجزائر، وهي حالات ناتجة في أغلبها عن أمراض القلب والأوعية، كما تشير الارقام التي أدلى بها الدكتور محمد شطايبي خلال الندوة، مضيفا أن الجزائر تحصي 80 جراح قلب، وأن هذا الأخصائي لا بد له أن يتدخل لإنقاذ المريض خلال ال12 ساعة الأولى لظهور أولى أعراض الجلطة، وهذا ما يجعل الوقت عاملا محوريا لإنقاذ الأرواح. كما أشار إلى أن مريضا واحدا من بين 4 يموت بعد ساعتين من ظهور أولى الأعراض.