تحتضن عاصمة الزيبان في الفترة الممتدة من 23 إلى 26 من الشهر الجاري فعاليات الملتقى الوطني السابع ''بسكرة عبر التاريخ''، التي دأبت الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية على تنظيمه سنويا، وسيتناول في هذه الطبعة تاريخ دولة بني مزني، قصد التعريف بها، وذلك من خلال التطرق إلى مختلف جوانبها الجيوسياسية، الثقافية، الاجتماعية والعلمية.. الملتقى سيعرف مشاركة نخبة من المؤرخين من داخل الجزائر وخارجها، نذكر منهم بوزيان الدراجي، مسعود كواتي، حفناوي بعلي، محمد الأمين بلغيث، الطاهر بونابي، كمال عجالي، الدكتور الليبي محمد عمر مروان، والدكتور التونسي محمد مواعدة، كما سيحضره مجموعة من الضيوف كالدكتور أبي قاسم سعد الله، الهادي الحسيني، خليفة بن قارة وآخرين. ومن المحاور الأساسية التي سيتناولها المحاضرون ''دولة بن مزني من خلال كتاب وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون''، دولة بني مزني وعلاقتها السياسية''، ابن خلدون في ضيافة بني مزني''، ''ثورة سعادة الرحماني''، ''عوامل السقوط''، ''دولة بني مزني في عيون الرحالة والشعراء''، ''الزاب المصطلح والدلالات''، ''الوجود الهلالي والسليمي'' وغيرها من المواضيع التي تخص دولة بني مزني. إلى جانب ذلك ستكرم الخلدونية أثناء فعاليات الافتتاح الرسمي المؤرخ الجزائري محمد العربي الزبيري، عرفانا وتقديرا لما قدمه للجزائر وتاريخها وإثرائه المكتبة الجزائرية والعربية بمجموعة ضخمة من الكتب والأبحاث والمقالات الرصينة ولمواقفه الوطنية. وعلى هامش هذه التظاهرة برمجت الجمعية زيارات ميدانية إلى زاوية العلامة عبد الرحمن الأخضري ببنطيوس، وزاوية العلامة محمد بن عزوز البرجي، ومكتبة الزاوية العثمانية بطولقة العامرة بالمخطوطات والكتب وأطلال ثورة الزعاطشة 1849م بليشانة . للتذكير فقد كانت بسكرة في الفترة الممتدة من 1279م وإلى غاية 1402 عاصمة لدولة بني مزني دولة بني مزني، وقد شملت بلاد الزاب وتوزر التونسية، وعرفت خلال هذه الفترة انتعاشا كبيرا إلى غاية سقوطها على يد الحفصيين، وفي سنة 1844 حط الاستعمار الفرنسي ببسكرة وأقاموا معسكر لهم بالمدينة، فظهر آنذاك البطل محمد الصغير العقبي خليفة الأمير عبد القادر الذي شن حربا ضد عائلته بن قانة؟ كما كانت ثورة الزعاطشة ملهمة الثروات سنة 1849 م التي غطت ربع الزيبان كلها بالسعير وكانت بقيادة الشيخ الشهيد بوزيان، وثورة العامري سنة 1879 م، وأثناء الحرب التحريرية الكبرى كانت بسكرة مهدا للثوار فانطلق منها العربي بن المهيدي، سي الحواس، القائد شعباني، و كان سلاح الثورة قد جيء به من بسكرة عن طريق المجاهد محمد بوضياف، و شهدت بسكرة أول طلقات الرصاص لإعلان الثورة كما شهدت أول زغاريد الإعلان عن الاستقلال، كما أن هذه الدولة عرفت باحتضانها للعديد من الأسماء الفكرية والأعلام وعلى رأسهم مؤسس علم الاجتماع العلامة عبد الرحمن بن خلدون، وكانت محط إعجاب العديد من الرحال الذين زاروها وكتبوا عن الزلزال الذي شهدته المدينة و الطاعون الذي حط بها مرتين، إلى غير هذا من عادات الزمان. ------------------------------------------------------------------------