يعد محمد بلوزداد من بين الأعضاء الناشطين بالتنظيم شبه العسكري للحركة الوطنية، وهو المنظمة السرية. ورغم صغر سنّه، إلا أنه تمكن من إنشاء خلايا للمنظمة في عدة مناطق من الوطن، ولهذا اختير رئيسا للمنظمة الخاصة، حيث كان يتولى مسؤولياته إلى غاية 1949، وبقي ينشط سريا. ولد محمد بلوزداد في 3 نوفمبر 1924، من عائلة بسيطة تقطن بأحد أحياء بلكور، حيث كان والده يملك كشكا. تحصل محمد بلوزداد على شهادة البكالوريا سنة 1944، بعد أن درس بمدرسة كوسمي بالحامة وثانوية ميدان المناورات. بعدها عمل لدى مصالح مديرية الشؤون الإسلامية للحكومة العامة وواصل تعليمه، وهو يناضل في نفس الوقت في صفوف حزب الشعب الجزائري بخلية بلكور. وأثناء عمله بالحكومة العامة، كان ينقل معلومات سرية للحزب ويعمل على نشر فكرة الحركة الوطنية. وعقب الأحداث الدامية التي جرت بسطيف وقالمة، والتي أسفرت عن توقيف القادة ومعظم المناضلين، تم اختيار محمد بلوزداد سنة 1945 للتكفل بمناضلي الشمال القسنطيني، باعتباره عضوا ناشطا بالحزب. وبعد عمل جبار، تمكن محمد بلوزداد من إعادة تنظيم هياكل الحزب، وإنشاء خلايا في المناطق التي لم يكن فيها الحزب موجودا. حيث تم إنشاء الخلية الأولى بمساعدة محمد عصامي والذي كان مصطفى بن بولعيد أحد أعضائها الأولين. في فيفري 1947 قرّر الحزب خلال مؤتمره إنشاء منظمة شبه عسكرية سرية للشروع في الكفاح المسلح، واختير محمد بلوزداد لإدارة المنظمة التي سميت ب «الخاصة»، حيث تولى بعزم مسؤولياته الجديدة إلى غاية سنة 1949. عقد اجتماعا مع مسؤولين اختارهم ليؤطروا المنظمة التي أنشئت لها هياكل على المستوى الوطني مثل هيئة الأركان وفروعها. أقامت «لوس» نظاما داخليا لها وشروط الانضمام إليها، واستطاعت المنظمة الخاصة خلال سنتين أن تجنّد أكثر من 1500 عضو وتدرّبهم على السلاح، وتكوّنهم فكريا بالثقافة العسكرية الضرورية والتدريب على الفنون القتالية، خاصة فنّ حرب العصابات. قامت المنظمة بجلب السلاح عبر الحدود الجزائرية، بتكليف مسؤول منطقة بسكرة والأوراس محمد عصامي بالاتصال بمناضلي منطقة وادي سوف، الذين لهم خبرة في تجارة السلاح وتهريبه وإدخاله إلى الجزائر، حيث تمكنوا من شرائه من تونس وليبيا وإيصاله إلى الأوراس في ثلاث مرات. هذا النشاط، الذي أبرزه تقرير حسين آيت أحمد إلى المكتب السياسي للحزب سنة 1949. عاش محمد بلوزداد في الخفاء ومرض بالسل، الذي أودى بحياته في 14 جانفي 1952 عن عمر يناهز 28 سنة.