اندلعت ثورة التحرير الجزائرية في 1 نوفمبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي الذي احتلّ البلاد منذ سنة 1830، ووضعت اللمسات الأخيرة للتحضير لاندلاع الثورة التحريرية في 23 مارس 1954 بميلاد اللجنة الثورية للوحدة والعمل، وفي 17 جوان 1954، عقدت لجنة ال22 اجتماعا بمنزل إلياس دريش بحي المدنية في مدينة الجزائر، حيث تقرر خلاله تفجير الثورة التحريرية، في 23 أكتوبر 1954، عقد اجتماع في حي رايس حميدو بالجزائر لتوسيع وتحديد المهام. مفجّرو الثورة ال22 الشهيد مصطفى بن بولعيد من مواليد 5 فيفري 1917 بباتنة انخرط بن بولعيد في صفوف حزب «الشعب حركة انتصار الحريات الديموقراطية» بأريس، يعتبر بن بولعيد من الطلائع الأولى التي انضمت إلى المنظمة السرية بمنطقة الأوراس، وقد كلف بن بولعيد في أكتوبر 1953 وبتدعيم من نشطاء LOS بالاتصال بزعيم الحزب مصالي الحاج الذي كان قد نفي في 14 ماي 1954 إلى فرنسا ووضع تحت الإقامة الجبرية، وذلك في محاولة لإيجاد حل وسطي يرضي المركزيين والمصاليين لكن تعنت مصالي وتمسكه بموقفه أفشل هذا المسعى. الشهيد ديدوش مراد ولد ديدوش مراد يوم 13 جويلية 1927 بحي المرادية، كان أحد المؤطرين لأحداث الثامن ماي 1945 بالعاصمة ليتولى بعدها الإشراف على أحياء المرادية والمدنية وبئر مراد رايس عام 1946. تولى مناصب هامة ضمن المنظمة الخاصة الجناح المسلح لحركة انتصار الحريات الديمقراطية ، سي عبد القادر" وهو اسمه الثوري ألقي عليه القبض في وهران لكنه تمكن من الفرار. كما قام رفقة مصطفى بن بولعيد بإنشاء نواة لصناعة المتفجرات في عام 1952، أرسل إلى فرنسا للعمل كمساعد لبوضياف في تنظيم خلايا الحزب. وفي 18 جانفي 1955، كان العقيد ديدوش مراد رفقة 17 مجاهدا يحاولون الإنتقال إلى دوار الصوادق بمنطقة السمندو بقسنطينة، ولكن على إثر وشاية أحد العملاء، وجدوا أنفسهم محاصرين بمضلي العقيد "دو كورنو" واصطدم الطرفان في معركة غير متكافئة، إنتهت بإستشهاد البطل ديدوش مراد. الشهيد باجي مختار ولد باجي مختار في 17 أفريل 1919 بعنابة، أسّس أول أفواج الكشافة الإسلامية الجزائرية، فوج «الفلاح» في شرق البلاد سنة 1941، أصبح باجي مختار عضو خلية جديدة لحزب الشعب الجزائري، كلف بالانضمام إلى صفوف المنظمة السرية (Lo.s) التي تأسّست لتكوين الجناح العسكري للحركة، ألقي عليه القبض في 27 أفريل 1950 ولم يستطع العدو أن ينتزع وأطلق سراحه في 02 أفريل 1953 أصبح يقوم بالتحضيرات العسكرية للانتقال إلى العمل الثوري وذلك بتأسيس حركة "اللجنة الثورية للوحدة والعمل" C.R.U.A وهذا في 23 مارس 1954. بعدها كلف باجي مختار بالتسيير السياسي والعسكري للمنطقة الحدودية الجزائرية - التونسية. وفي 19 نوفمبر 1954، حوصرت المزرعة المتواجد بها مختار وفوجه المتكون من 15 مجاهدا ولما علم باجي مختار بذلك أعطى أوامره لرفاقه بخوض المعركة لكن قوات العدو استخدمت الأسلحة الأوتوماتيكية ومدافع الهاون والطائرة الحربية التي كانت تحلق في سماء المعركة. ليسقط باجي مختار في ميدان الشرف. الشهيد محمد العربي بن مهيدي ولد الشهيد محمد العربي بن مهيدي سنة 1923 بعين مليلة، انضم إلى صفوف الكشافة الإسلامية سنة 1939، وبعدها عام 1942 إلى خلية حزب الشعب ثم حزب أصدقاء البيان والحرية أصدر الحزب أوامر لمناضليه من أجل التحضير ليوم 8 ماي، قاد مظاهرات عارمة في اليوم الموعود رفقة المناضل محمد عصامي، وألقت عليهما شرطة العدو القبض أسبوعا واحدا بعد ذلك، اصبح في سنة 1949 مسؤولا عن ناحية سطيف حيث شغل منصب نائب لرئيس التنظيم السري. وفي سنة 1950 تم تحويل هذا الأخير لنفس المهمة بالجزائر العاصمة وضواحيها، فتولى محمد العربي مسؤولية التنظيم لناحية قسنطينة، عنابة وتبسة. بعد حدوث أزمة 1953، قرر خمسة شبان وهم: مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد، محمد العربي بن مهيدي، محمد بوضياف ورابح بيطاط الإنتقال الفوري إلى الكفاح المسلح، وفي إجتماع ال22، قال كلمته الشهيرة "ارموا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"، شارك الشهيد في أشغال مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، وفي نهايته أسندت له مهمة الإشراف على العمليات الفدائية في إطار لجنة التنسيق والتنفيذ. وعلى هذا تنقل الشهيد إلى قلب العاصمة في أكتوبر 1956 لتنظيم «خلايا الفدى»، في 23 فيفري 1957 ألقي القبض على الشهيد بن مهيدي من طرف فرقة المظليين بالعاصمة، قررت حكومة العدو تصفيته يوم 4 مارس 1957. قال عنه السفاح بيجار: "لو كانت لي ثلة من أمثال محمد العربي بن مهيدي، لفتحت العالم". الشهيد سويداني بوجمعة ولد الشهيد سويداني بوجمعة بمدينة ڤالمة سنة 1922، انضم الشهيد إلى فوج "النجوم" التابع للحركة الكشفية الجزائرية بالمدينة، كان الشهيد قد ذاق مرارة السجن سنة 1941، بسبب مواقفه الوطنية الرافضة للتسلط الفرنسي ضد الجزائريين، ألقي عليه القبض بعد قيامه بمظاهرة شعبية سجن لثلاثة أشهر في 1944 وعاد للسجن مجددا في جويلية 1946 لمدة سنة ونصف، انضم بعد مدة قصيرة إلى المنظمة السرية ، إذ طلب منه الأشخاص الثلاثة الذين اتصلوا به لهذا الغرض، الإشراف على عملية التدريب العسكري للمناضلين، في عام 1951 انتقل للإقامة بدوار حلوية بالصومعة ولاية البليدة أين لقب "بسي الجيلالي"، وبعد عمليات ناجحة، عاد "سي الجيلالي" إلى منطقة متيجة، أين أسندت له القيادة مهمة تحضير الثورة بها. في ليلة أول نوفمبر 1954، قاد الشهيد مجموعة من الجنود في هجوم إستهدف ثكنة بوفاريك. في 12 جانفي 1955، نقل مقر قيادته إلى مكان آخر ما بين بوركيكة وحمر العين، حيث قام بعملية توعية وسط الجماهير قصد تجنيدهم في الثورة. أوقع به وهو متجها من الصومعة الى القليعة حيث فاجأه حاجز للدرك الفرنسي بوادي مزفران إذ إنتهى الإشتباك بين الطرفين بسقوط "سي الجيلالي" شهيدا يوم 17 أفريل 1956. الشهيد عثمان بلوزداد ولد عثمان بلوزداد سنة 1929 بحي بلكور. كان مناضلا في المنظمة الخاصة أنضم إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل أول اجتماع حضره عثمان بلوزداد كان في 27 أوت 1954، الذي انعقد بالمدنية سابقا وكان الاجتماع تحت رئاسة بن بولعيد وبحضور كل من محمد مرزوقي، رابح بيطاط وبوشعيب أحمد كان عثمان بلوزداد. ويعتبر بلوزداد مدبر الهجوم الذي استهدف PETROLES MORY سنة 1954، فألقي عليه القبض في 07 نوفمبر 1954 أثناء المحاكمة، أعلن عثمان بلوزداد انتماءه لحزب جبهة التحرير الوطني