رحيل المجاهد محمد عصامي أحد أبرز الوجوه التاريخية بالزيبان فقدت الأسرة الثورية بمنطقة الزيبان واحدا من أبرز الوجوه التاريخية بالمنطقة . ويتعلق الأمر بالمجاهد الكبير وأحد رجالات الحركة الوطنية محمد عصامي الذي وافته المنية صبيحة أمس عن عمر ناهز ال 95 سنة . وقد تم تشييع جنازته مساء أمس بمقبرة لعزيلات ببسكرة وعرفت حضور جمع غفير من المواطنين يتقدمهم مسؤولون محليون ومجاهدون من رفقاء الفقيد. ولد المجاهد المرحوم محمد عصّامي بمدينة سيدي عقبة ببسكرة عام 1918، دخل المدرسة الابتدائية بمسقط رأسه عام 1928 إلى غاية السّنة الخامسة ابتدائي، كما تعلم اللغة العربية ومبادىء الدين الإسلامي بجامع عقبة بن نافع وقد تشبّع عصّامي بالأفكار الثورية الوطنية والإصلاحية التي بدأت تظهر عقب الحرب العالمية الأولى. في عام 1932 توجّه إلى تعلم حرفة الخياطة فأتقنها عام 1936 وهي السنة التي هاجر فيها إلى مدينة سكيكدة ، وأثناء تواجده في سكيكدة تأسس حزب الشعب الجزائري في 11 مارس 1937 فانخرط فيه . وفي عام 1940 عاد إلى بسكرة التي استقر بها ليعمل في ميدان الخياطة واستأنف نضاله السياسي بعد أن اتصل به مسؤول الحزب غريب محمد ، وبدأ نشاطه السري في مجال التوجيه النضالي والتوعية السياسية، واستعدادا لتنظيم مظاهرات 8 ماي 1945 ببسكرة وبإشراف المناضل الكبير الشاذلي المكي تم تقسيم مناضلي بسكرة إلى فريقين ، فريق بقيادة المناضل العربي بن مهيدي ومهمته الأساسية كتابة الشعارات في لافتات وهي ( الجزائر المستقلة ، الكلمة للشعب ، تحيا الجزائر ) ، أما الفريق الثاني فكلف به المناضل محمد عصّامي ومهمته خياطة الأعلام الوطنية . كلّفه المناضل محمد بلوزداد باستلام مسؤوليته السياسية لشرق البلاد التي حددها له والمتمثلة في الأوراس ، وادي ريغ ، وادي سوف ، ورقلة ، بسكرة ... وأثناء انعقاد مؤتمر حركة انتصار الحريات الديمقراطية سنة 1947 كان محمد عصّامي أحد المشاركين فيه ، ثم عضوا باللجنة المركزية ، بعدها كلّف بتسليح الجيش السري عقب تأسيس المنظمة الخاصة . بعد اكتشاف المنظمة الخاصة من قبل مخابرات الاحتلال في مارس 1950 قامت إدارة العدو باعتقال مجموعة كبيرة من المناضلين ومؤطري هذه المنظمة ، وكان من بينهم المناضل محمد عصّامي وتعرّض خلالها إلى التعذيب والتنكيل والاضطهاد، إلى جانب تجريده من حقوقه المدنية إلى غاية الاستقلال ، حيث كلف بالإشراف على استفتاء تقرير المصير في 1 جويلية 1962. بعد الاستقلال وفي سنة 2012 ، وبمناسبة الذكرى 58 لاندلاع الثورة التحريرية عمدت السلطات المحلية اطلاق على المكتبة الولائية ببسكرة إسم الراحل حيث أشرف على العمليّة السيّد والي الولاية بحضور السلطات المدنية والعسكرية وجمع من المجاهدين والمواطنين.