اعتبر "ضيف الشعب" عبد القادر بن دعماش الاستقرار بوزارة الثقافة أكبر مكسب للقطاع قائلا أن الوزيرة خليدة تومي متواجدة منذ أكثر من 10 سنوات وهذا لم يحدث منذ الثمانينات حيث عمر آخر وزير لستة سنوات هو عبد المجيد مزيان (1982/1988)،وقد مكن هذا من إلمامها بمختلف الملفات وتحقيق العديد من المكتسبات وسمح الوقت لها بإعطاء دفع للساحة الثقافية وبعد أن كان هناك المهرجان الوطني للمسرح المحترف فقط أصبح اليوم 170 مهرجانا في المشهد الثقافي. وأضاف أن هذا الواقع ليس معناه عدم وجود نقائص فعلى الأسرة الفنية أن تجتهد وتكد لتضمن مكانا في مختلف التظاهرات لأن إرضاء الجميع غاية لا تدرك و«نتلقى يوميا" مكالمات من مختلف الفنانين يشتكون من الإقصاء وهو ما تعودنا عليه مذكر بن دعماش. وقال بن دعماش" بان المهرجانات التي باتت تمتلك تقاليد وميزانيات كان بفضل العمل الجبار لوزارة الثقافة فالمبادرات كانت غير منظمة حيث تبنت الجماعات المحلية بعض المهرجانات في السابق على غرار المالوف بقسنطينة والحوزي بالبليدة فقد كانت مصالح الولاية هي التي تنظم وسرعان ما اندثرت أما اليوم فكل شيء له لجنة تنظيم ومحافظة وهو ما جعل الأمور تتطور"، وأضاف بن دعماش أن منح الحرية في البحث عن السبونسورينغ والتمويل قد ساعد على تحسين الأمور أحسن مما كانت عليه فديوان رياض الفتح والديوان الوطني للثقافة والإعلام يقومان بمجهودات جبارة وعلى الجميع المساهمة في معالجة النقائص من خلال الايجابية. ودعا بن دعماش في سياق متصل الى الاطلاع على تاريخ الثقافة الجزائرية التي تزخر بالكثير من الانجازات والعبقرية قائلا : "يكفينا فخرا أننا أوقفنا منح الجوائز في مختلف المهرجانات العربية على غرار "قرطاج" و«جرش" و«مصر" في سنوات السبعينات بعد أن بلغنا العالمية وكانت كل الأعمال الجزائرية في المسرح والسينما صاحبة المرتبة الأولى وهو ما يعكس بروزنا في مهرجان كان العالمي ونيلنا للسعفة الذهبية بفضل فيلم محمد الأخضر حمينة في 1975 عن فيلمه "وقائع سنين الجمر" وهو ما يعكس وجود سياسة ثقافية في تلك الفترة حيث ساهم الراحلون محمد الصديق بن يحيي وابوبكر بلقايد ومصطفى تومي في دفع الثقافة الى الأمام كما كان لبوعلام بسايح وأحمد طالب الإبراهيمي دورا في تنشيط الساحة الثقافية و الإبداع. ويرى رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب الارتقاء بالثقافة وجعلها صناعة تضمن مداخيل وتوفر مناصب العمل فالحصول على ميزانيات "ووجود الدعم يجعلنا نفكر في كيفية المشاركة بايجابية ولا نبقى قطاعا يستهلك فقط وأثمن في هذا الجانب ما قام به الجوق الوطني السنفموني الذي قرر طبع تذاكر لبيعها وهو ما سيكون مستقبلا لأن الدراسات في بعض الدول الغربية على غرار فرنسا أكدت إمكانية تحقيق مداخيل معتبرة من الصناعات الثقافية". ودعا بن دعماش بالمقابل الى الترفع عن الاهتمام بالجانب المادي على حساب نوعية المضامين الثقافية لأن مسألة التمويل مهمة من اجل توسيع الهياكل القاعدية والبنايات الثقافية بينما يبقى النشاط هو روح الثقافة.