يتميز المهرجان الدولي للفيلم العربي لهذه السنة بمحافظة جديدة، تضم طاقما شابا، تم تعيينها من قبل وزارة الثقافة الوصية على التظاهرة، لتنظيم الدورة الرابعة، حيث أختير السيد مصطفى عريف مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، محافظا للمهرجان خلفا للسيد حمراوي حبيب شوقي، الذي استدعى لمهام اخرى، اذ يشغل حاليا منصب سفير الجزائر برومانيا، بعدما أشرف على إدارة المهرجان خلال دوراته السابقة، وبغية الإطلاع على مستجدات وكذا تفاصيل دورة 2010 التي ستنطلق فعالياتها أمسية اليوم بقاعة سينما المغرب، وتتواصل الى غاية 23 ديسمبر الجاري، إقتربت الجمهورية من محافظ المهرجان وأجرت معه الحوار التالي: - الجمهورية: بعد مد وجزر، اليوم تنطلق فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران، متى شرعتم في تحضير الدورة الرابعة لهذه السنة؟ * م. عريف: إنطلقنا في تحضير دورة 2010 مباشرة بعد تعييني محافظا للمهرجان من قبل السيدة وزيرة الثقافة وتشكيل لجنة التنظيم، التي تضم كل من السيدة بن شيخ زهية نائبة لمحافظ المهرجان وهي في الأصل مديرة بوزارة الثقافة وفؤاد شيخي المكلف بالإدارة العامة والآنسة نبيلة رزايڤ في برمجة الأفلام الروائية الطويلة، والآنسة ياسمين شويخ مكلفة ببرمجة الأفلام القصيرة ونبيل حاجي مكلف بالإعلام، فكل هذا الفريق يتولى تنظيم المهرجان كل حسب المهام الموكلة اليه، وقد شرعنا في العمل بجدية منذ حوالي أربعة أشهر من أجل ضبط أمور البرمجة واجراء الإتصالات مع المخرجين العرب للاطلاع على أحدث أعمالهم ومعرفة مدى جاهزيتهم للمشاركة في مهرجان وهران، ولا أخفي عليكم بأننا كنا في سباق مع الزمن حتى نكون في الموعد. - الجمهورية: لماذا أجل تاريخ المهرجان الى ديسمبر، بعدما تعود الضيوف والجمهور على حضوره في فصل الصيف منذ تأسيسه في 2007؟ * م. عريف: في البداية تقرر تنظيم الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران 2010 شهر جويلية الماضي على غرار الدورات السابقة وبعد التفكير مليا في الأمر، إرتأينا تنظيمه استثناء في ديسمبر. بإعتبار أن شهر جويلية شهد تنظيم كأس العالم لكرة القدم بجنوب افريقيا، وبعد ذلك حل شهر رمضان، ونظرا لتزامن هذه المناسبات مع فصل الصيف، رأينا بأن هذا التوقيت غير مناسب ولا يخدم المهرجان، بإعتبار أن الناس كانت منشغلة بكأس العالم ثم بالصيام لنتفق في نهاية المطاف على قرار تأجيله الى غاية شهر ديسمبر حتى يتسنى للجمهور حضور فعالياته والإقبال على القاعات من أجل مشاهدة الأفلام وهذا أهم شيء بل وأمر أساسي في مثل هذه التظاهرات. - الجمهورية: أعتقد أنه حتى شهر ديسمبر ليس في صالح المهرجان باعتبار أنه تزامن مع مهرجان دبي الذي أضحى يستقطب نجوم الفن السابع على الصعيد العربي وحتى العالمي؟ * م. عريف: حقيقة ان هذا الإنشغال وارد ومطروح بل يعتبر هاجسا بالنسبة لنا، ذلك ان هناك العديد من التظاهرات السينمائية التي تنظم عبر أقطار مختلفة من الوطن العربي، وبالتالي فنحن اليوم في غنى عن ازعاج مهرجانات الدول العربية الشقيقة، وبالمقابل لا نقبل ان تزعج أي تظاهرة مهرجان وهران، الذي يعتبر الوحيد المخصص للأفلام العربية فقط! وهذا يدفعنا الى الحرص على تسجيل مشاركة قوية للمخرجين وللدول العربية على حد سواء وبالتالي فإن مسألة التنسيق لابد منها كما أننا نسعى من أجل تحقيق التعاون مع المهرجانات العربية الاخرى، على غرار مهرجان دبي كونه يتوفر على قسم خاص بالسينما العربية، التي خصصنا لها نحن مهرجان بأكمله، وبالتالي فنحن نشترك في هدف واحد ومهم ألا وهو خدمه وترقية وتطوير السينما العربية، وعليه فإن الأمر يقتضي بالضرورة تنظيم الأشياء والعمل في إطار منظم ومحدد، لقد أجرينا عدة إتصالات من أجل أخذ فكرة عن الأفلام التي تمت برمجتها في مختلفة المهرجانات العربية من أجل تفادي التكرار ومن أجل ضبط برمجة متميزة عن باقي التظاهرات السينمائية الأخرى سواء تلك التي تعقد بشمال افريقيا او بالمشرق العربي ودول الخليج. - الجمهورية: ماهي الأهداف التي يسعى مهرجان وهران للفيلم العربي الى بلوغها؟ * م. عريف: مهرجان الفيلم العربي بوهران أسس من أجل عرض وإستقطاب أهم الأعمال وأقوى أفلام السينما العربية وأيضا لتقديم المخرجين والتعريف بإبداعاتهم، الفكرة الأساسية المتوخاة من وراء خلق هذه التظاهرة السينمائية هو جعل وهران عاصمة ثقافية بأتم معنى الكلمة، وأيضا عاصمة سينماتوغرافية، وقبلة للمبدعين والمهنيين وأهل الإختصاص وكذا الجمهور من مختلف الأماكن والأقطار، بل ومنح الفرصة لهواة الفن السابع لمشاهدة أحدث وأجود الأفلام لا لشيء سوى لأن وهران تكتسي أهمية بالغة على الصعيدين الوطني والمتوسطي، هذا علاوة على أنها عاصمة اقتصادية بكل المقاييس اعيد وأؤكد أن هدفنا الأساسي هو إعطاء البعد الثقافي والحقيقي لهذه المدينة الساحلية الجميلة بإعتبارها ثاني أكبر مدينة جزائرية بعد العاصمة. - الجمهورية: يبدو أنك لست من مؤيدي فكرة أن أهمية المهرجان تقاس بالنجوم التي تشارك فيه، والا كيف تفسر اقتصار الضيوف على أقلية من الأسماء المشهورة على الساحة العربية؟ * م. عريف: أعتقد أن المخرجين والممثلين المشاركين في المهرجان هم النجوم الحقيقيون، فهم أولى بأن تسلط عليهم الأضواء في مثل هذه التظاهرات والمناسبات، وهو ما ركزنا عليه وأخذناه بعين الاعتبار في دورة 2010 وهذا هو الأهم بالنسبة لنا في الوقت الراهن، ليس المخرج فحسب بل كل الطاقم الفني وحتى التقني بها في ذلك المنتج. وبالتالي فهي فرصة سانحة للتعريف بجديدهم وبأعمال جيل الشباب حتى ينال حقه ونصيبه من الشهرة، وأريد أن أوضح شيئا هنا، نحن لا نستطيع معرفة النجوم الذين سيحضرون ممن نوجه لهم الدعوة، بإعتبار أنهم في غالب الأحيان مقيدون ببرنامج وعقود عمل ومواعيد محددة، فأحيانا نتحصل على موافقة المشاركة وفي آخر لحظة يتم الاعتذار عن عدم الحضور لارتباطات طارئة، غالبا ما تتعلق بالتصوير، وربما نفس الشيء حدث في مهرجان مراكش حيث اعتذرت الممثلة الأمريكية »ايفامونداز« التي كانت عضو في لجنة التحكيم بسبب التحاقها بتصوير الفيلم الذي تشارك فيه، وبالتالي تغدر عليها حضور مهرجان مراكش، كل هذا لأضع الجميع في الصورة، فمثل هذه الأمور تحدث حتى في كبريات التظاهرات السينمائية. إن خصوصية الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران أنها لا تركز على مشاركة نجوم خارج المسابقات الرسمية، بقدر ما تعطي أهمية كبرى لصناع الصورة في الأفلام الروائية الطويلة كما في القصيرة وأيضا لأبطاله فنحن آثرنا منذ البداية أن نجعل من هذا المهرجان تظاهرة ثقافية بالدرجة الأولى. - الجمهورية: وهل سيكون هذا توجهكم في الدورات المقبلة؟ * م. عريف: ابتداء من السنة المقبلة 2011 سنفكر بجدية أكثر من أجل تحديد البعد الجديد الذي سيحمله المهرجان مستقبلا، ومن تم تحديد هويته فيما اذا كان سيأخذ طابعا ثقافيا أم سينمائيا محضا أم الإثنين معا. حتى يتسنى للجميع من مهنيين وأهل الاختصاص والصحافة والجمهور معرفة ماهية مهرجان وهران. - الجمهورية: كم تقدر ميزانية المهرجان هذه السنة؟ * م. عريف: كما هو معلوم فإن كل المهرجانات التي تنظم في الوقت الحالي هي من تنظيم وزارة الثقافة، التي تعتبر الممول الرئيسي للمهرجان الدولي للفيلم العربي، وعلاوة على هذا، وفرت كل الإمكانيات اللازمة من أجل إنجاح هذه التظاهرة، لأنها تعي مدى أهمية السنيما في الوطن العربي، هذا بالإضافة الى الميزانية التي رصدتها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وكذا الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والديوان الوطني للثقافة والإعلام وبعض الممولين الخواص، ولأن المهرجان نظم في ظرف قصير بل وقياسي، فإن هذا حال دون تحسيس العديد من المؤسسات والمسؤولين الذين كان بإمكانهم المساهمة بشكل فعال في دعم المهرجان، لكننا تلقينا منهم وعود من أجل المساهمة في تمويل المهرجان في الدورة المقبلة خلال 2011 - الجمهورية: أريد رقما محددا؟ * م. عريف: سأكشف عنه خلال الندوة الصحفية التي ستعقد عقب اختتام المهرجان. - الجمهورية: وماذا عن قيمة الجوائز التي ستمنح للفائزين؟ * م. عريف: سأكشف عنها أيضا في إطار الندوة الصحفية التي ستعقد يوم الإختتام تفاديا لأي مشكل، على غرار ما حدث السنة الماضية التي عرفت سوء تفاهم فيما يخص هذا الموضوع، وبطبيعة الحال فإن الجوائز هي نفسها لم تتغير باستثناء جائزة القلم الذهبي التي ستغيب هذه الدورة، في حين أن المهرجان سيمنح عدة جوائز منها الجائزة الكبرى »الأهڤار الذهبي« وجائزة أحسن فيلم وأحسن سيناريو وأحسن تمثيل رجالي وأحسن تمثيل نسائي وجائزة لجنة التحكيم وجائزة أحسن فيلم قصير كما أن ما سيحدث هذه السنة خلافا للدورات السابقة، هو أننا سنكتفي بتسليم درعي الأهڤار الذهبي لأحسن عمل متكامل أي الجائزة الكبرى ولأحسن فيلم قصير، على أن تتغير الأمور مستقبلا وتعود الى نصابها السنة المقبلة بمشيئة المولى، حيث سيخصص درع لكل جائزة هذا بالإضافة الى تحديد قيمتها المالية - الجمهورية: لماذا اخترتم اقامة حفل الإفتتاح بقاعة المغرب عوض المسرح الجهوي عبد القادر علولة. خلافا للدورات السابقة؟ * م. عريف: حفل الإفتتاح سيقام على غير العادة هذه السنة بقاعة سينما المغرب، لأسباب تقنية محضة، فالقاعة هي اليوم في أبهى حلة، بعد خضوعها لعملية ترميم واسعة اذ أصبحت تتوفر على كل المواصفات والمقاييس المعمول بها دوليا ومجهزة بأحدث الوسائل التي تؤهلها لاحتضان أكبر التظاهرات الثقافية والفنية وبما أن الأمر يتعلق بالفن السابع، رأينا بأنه من الأجدر إقامة حفل الإفتتاح بقاعة للسينما، ذلك أن البرنامج المسطر يتضمن عرض فيلم »خارجون عن القانون« للمخرج الجزائري الكبير رشيد بوشارب، حقيقة أن المسرح الجهوي عبد القادر علولة يعتبر تحفة فنية في منتهى الجمال، إلا أنه لا يتوفر على كل الإمكانيات والوسائل التقنية اللازمة، وعلاوة على هذا فإن المسرح لا يساعد على عرض فيلم سينمائي، كما أن طاقة استيعابه محدودة ولا تتسع للعدد الهائل من الضيوف الذين سيحضرون حفل الإفتتاح أمسية اليوم مثلما هو الحال عليه بقاعة المغرب التي تتسع لحوالي 990 مقعد. - الجمهورية: وكيف وجدت مهامك الجديدة؟ * م. عريف: في الواقع ان تنظيم أي تظاهرة كبرى ليس بالأمر الهين لاسيما عندما تكون تحمل بعد دوليا، فإن هذا يتطلب وقتا طويلا ومجهودات كبيرة وجبارة وامكانات ووسائل مادية وبشرية معتبرة، من شأنها تسهيل المهمة وتساعد على تنظيم تظاهرة في المستوى المنوط بها وكما هو معلوم فإن دورة هذه السنة تنظم بمحافظة جديدة وهي تسعى جاهدة وبكل ما أوتيت من قوة من أجل تنظيم دورة في المستوى والحرص كل الحرص للحفاظ على سمعة مهرجان وهران والمكانة التي يرقى اليها بين التظاهرات السينمائية بالوطن العربي، لاسيما فيما يخص المشاركة، حيث ستكون 14 دولة عربية حاضرة وهو نفس العدد المسجل في الدورات السابقة وحتى وسائل الإعلام العربية ستكون أيضا حاضرة بقوة هذه السنة من أجل تغطية هذا الحدث السينماتوغرافي الذي أضحى يكتسي أهمية كبرى على المستوى العربي، ومحطة لا يجب تفويتها بالسنة للمهنيين، وحتى الجمهور الذي يعتبر أهم عنصر في المعادلة السينمائية. - الجمهورية: على ذكر الجمهور، ألا ترى بأن هناك تقصير ونقص فادع في الترويج والدعاية للمهرجان، حيث لم نشاهد أي ملصقة عشية إنطلاق المهرجان او حتى التحسيس بتنظيم هذا الحدث؟ * م. عريف: لقد شرعنا منذ يومين في تعليق الملصقات من أجل تحسيس جمهور وهران بوجود المهرجان، وحتى ان لم تأخذ التظاهرة حقها من الترويج والدعاية على المستوى المحلي، الا انها حظيت بذلك في مختلف وسائل الاعلام الوطنية المسموعة والمكتوبة والمرئية وحتى العربية التي خصصت مساحات هامة لمهرجان وهران، وأؤكد هنا بأن كل النقائص المسجلة سيتم تداركها وأخذها بعين الإعتبار مستقبلا. - الجمهورية: هل من كلمة ستقولها في ختام هذا اللقاء؟ * م. عريف: أتمنى ان يستمتع الجمهور والضيوف بالمهرجان وأشكر بالمناسبة كل من لبى الدعوة وكان في الموعد، كما أرحب بالضيوف الذين جاءوا من بعيد وشرفونا بحضورهم وأتمنى لهم إقامة طيبة بهذه المدينة الجميلة المضيافة.