تحتفل الجزائر غدا، على غرار مختلف دول العالم باليوم العالمي للشعر، حيث دأبت الجزائر على الاحتفاء به منذ أن أعلنت عنه منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» كبادرة للنهوض بعالم القافية، والاهتمام بأصحاب الكلمة المعبرة. وتولي عدد من المؤسسات والجمعيات الثقافية في الجزائر أهمية كبرى لهذا اليوم، الذي يعد مناسبة لالتقاء الشعراء بالجمهور المتعطش لمثل هذه المناسبات، واستذكار أجود الكلام وما جادت به قريحة شعراء الوطن في قراءات شعرية، هي بالدرجة الأولى رسالة قبل أن تكون مجرد كلمات، كما أنه لحظة استحضار للتاريخ الشعري منذ بداياته إلى يومنا هذا. «اليونسكو تقر اليوم العالمي للشعر لدعم التنوع اللغوي» وعلى هذا الأساس تحتفل اليونسكو سنويا باليوم العالمي للشعر، حيث اُعتمدته أثناء الدورة ال30 للمنظمة التي عقدت في عام 1999 بباريس، مقررا بإعلان 21 مارس من كل عام يوما عالميا للشعر. ووفقا لمقرر اليونسكو، فإن الهدف الرئيسي من ذلك هو دعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري، وإتاحة الفرصة للغات المهددة بالاندثار بأن يُستمع لها في مجتمعاتها المحلية، وعلاوة على ذلك، فإن الغرض من هذا اليوم هو دعم الشعر، والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية، وتعزيز تدريس الشعر، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى مثل المسرح والرقص والموسيقى والرسم وغيرها، كما أن الهدف منه أيضا هو دعم دور النشر الصغيرة ورسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام، بحيث لا ينظر إلى الشعر بعد ذلك كونه شكلا قديما من أشكال الفن. «فطاحلة في الشعر الجزائري» على الجزائر أن تحتفي باليوم العالمي للشعر، وتقف دائما عند الأعمال الخالدة لشعراء الزمن الجميل، على اعتبار أنها البلد الذي أنجب فطاحلة من أصحاب الكلمة، سطروا لهم إسما خالدا في سماء القافية، وأوصلوا الشعر إلى العالمية، ومن حقهم علينا أن نستذكرهم في كل وقت وحين، ونوصل جهودهم إلى الأجيال المتعاقبة. على الجزائر أن لا تنسى شاعر الثورة التحريرية الكبرى مفدي زكريا، صاحب النشيد الوطني «قسما»، وديوان اللهب المقدس، وإلياذة الجزائر، وتقف عند «أمير شعراء الجزائر» محمد العيد آل خليفة الذي اتخذ من شعره أداة للتعبير عن مصالح الأمة والدفاع عن قضاياها، وكافح بكلماته المستعمر الفرنسي، ورافق النهضة الجزائرية في جميع مراحلها، فضلا عن صاحب رائعة «من أجلك عشنا يا وطني» للشاعر عمر البرناوي الذي حصل على جائزة أفضل نشيد وطني في الجزائر عام 1983، وشهادة شرف لأحسن أوبيرات عام 1984، إلى جانب شهادة تكريم من الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد عام 1987، كما أنجبت الجزائر الشاعر محمد الشبوكي والذي كانت قصائده كلها عن الثورة والوطن أهمها وأشهرها قصيدة «جزائرنا يا بلاد الجدود» والتي تغنى بها الصغير قبل الكبير، وسطر محمد الأخضر السائحي له إسما في عالم الشعر أحد الوجوه الدائمة الحضور في الملتقيات الثقافية في الجزائر، وحضر أغلب مؤتمرات اتحاد الكتاب العرب، ومثل الجزائر في عدد من المهرجانات الثقافية الدولية ومهرجانات الشعر في كثير من العواصم العربية، وله مجموعة من الدواوين الشعرية من بينها «همسات وصرخات»، «جمر ورماد»، «أناشيد النصر» وغيرها.. إلى جانب الشاعر محمد بلقاسم خمار صاحب دواوين «ضلال وأصداء»، «ربيعي الجريح»، «أوراق» و»الحرف والضوء».. «شعراء يواصلون مسيرة من سبقوهم» ولم تتوقف الجزائر عند هذه الأسماء، بل جاء من واصل مسيرة هؤلاء في عالم الشعر، وحملوا مشعل من سبقوهم، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، الشاعرة ربيعة جلطي وهي واحدة من نساء الجزائر اللواتي رفعن التحدي، وجُبنا العالم لإيصال الكلمة الجزائرية إلى أقصى الحدود، صاحبة الدكتوراه في الأدب المغربي الحديث، لها 05 مجموعات شعرية، وأيضا «من التي في المرآة»، «الذروة»، و»آرائك القصب».. إلى جانب الشاعرة زينب الأعوج التي أثرت الأدب الجزائر ب»رباعيات نوارة الهبيلة»، «من أنت»، «عطب الروح»، «أرفض أن يدجن الأطفال»، «من يكره الشمس» وغيرها من الكتابات والدواوين الشعرية، فضلا عن أسماء أخرى كسليمان جوادي، توفيق ومان، منيرة سعدة خلخال، سمية محنش.. وغيرهم ما يزالون يواصلون مسيرة الأجداد، على أن يعملوا على النهوض بالشعر فعلا، وليس فتح الباب لمن هب ودب ليقول بأنه شاعر.