تعيش الجزائر محطة جديدة من محطاتها التاريخية الهامة، ألا وهي الانتخابات الرئاسية ليوم 17 افريل الجاري، التي وصفت من قبل المتتبعين بالمفصلية في مسار الأمة، بدخولها عهدا جديدا من الديمقراطية والتعددية، وعلى الرغم من اختلاف الآراء بين عدة برامج انتخابية للمترشحين المتنافسين حسب القناعات والتوجهات الانتخابية، إلا أن الآراء تقاطعت في النهاية لتعبّر عن أهمية الموعد الانتخابي في الظرف الحالي، وضرورة التصويت بغض النظر عن المترشح الفائز مثلما توقفت عنده الشعب لدى بعض المستجوبين بولاية بومرداس.. لا توجد طريقة أفضل للتغيير الايجابي والتداول السلمي على السلطة بطريقة ديمقراطية والمساهمة في بناء الجزائر إلا وسيلة الانتخابات يقول "م، عمر" أستاذ للتكوين المهني ببلدية بغلية، وأضاف "مستحيل العودة إلى الوراء وإعادة التجربة المرة التي عاشتها الجزائر سنوات التسعينيات وبالخصوص ولاية بومرداس، وعليه أدعو كافة المواطنين إلى المشاركة وبقوة في هذا الإقتراع الهام بغض النظر عن المترشح الفائز، بشرط احترام اختيار المواطن وتوفير كافة الشروط القانونية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تسمح للمواطن من التعبير عن رأيه واختيار البرنامج الانتخابي الذي يراه الأنسب للفترة القادمة، وذلك حسب قناعته الانتخابية على حد قوله.. مقابل هذا اعتبرت المحامية " فايزة، م« في حديثها ل«الشعب"، هذه الانتخابية بالمصيرية والهامة لمستقبل البلاد، قائلة "لم أتخلف عن أي موعد انتخابي عاشته الجزائر منذ سن ال 18، وهذا نابع عن قناعة مني أن الانتخابات تعتبر وسيلة حضارية وديمقراطية للمشاركة السياسية وإبداء الرأي في الأحداث الهامة التي تعيشها الجزائر، كما تتيح المنافسة التعددية أيضا من خلق أجواء ايجابية على الساحة وتعطي الفرصة للمواطن من اجل اختيار مرشحيه بكل حرية وديمقراطية، في حين تدفع المترشحين إلى التنافس على عرض بضاعة انتخابية تعبر فعلا عن تطلعات المواطن وانشغالاته حتى يمرّر هذه البضاعة الانتخابية ويكسب ود المواطن الذي يعتبر في النهاية سيدا في قراراته وحكمه على البرامج المتنافسة تقول المحامية.."، وبغض النظر عن بعض الملاحظات التنظيمية الشكلية التي عرفتها أطوار الحملة الانتخابية هنا ببومرداس تقول محدثتنا، خاصة من حيث قلة التجربة والفوضى التي عرفتها بعض المداومات الانتخابية ومستوى الخطاب الانتخابي الموجه للمواطن من طرف بعض ممثلي المترشحين الذي لا يرقى فعلا إلى مستوى الحدث، إلا أن المواطن تجاوب مع مجريات الحملة الانتخابية مبديا استعدادا كبيرا للتعبير عن رأيه وإنجاح موعد الرئاسيات بعد أقل من أسبوعين..". بدوره حمّل كلام "كمال، م« من بلدية اعفير وهو موظف بجامعة تيزي وزو، الكثير من التفاؤل بنجاح الإستحقاق الإنتخابي يوم 17 أفريل، بالنظر إلى التجاوب الكبير من طرف المواطنين مع هذا الحدث الهام، الذي لم يقتصر فقط على الحواضر الكبرى بل مسّ أيضا حتى القرى والمناطق المعزولة التي انخرطت في هذا الجو الانتخابي الحماسي، خاصة في ظل وجود ستة مترشحين متنافسين وهو ما قد يعطي للمواطن الحرية في اختيار مرشحه بكل حرية وبعيدا عن أية ضغوطات إدارية أو غيرها، الأمر الذي أعطى لهذا الانتخابات نكهة خاصة بحسب محدثنا، الذي دعا المواطنين إلى التعبير وبقوة عن رأيهم يوم الاقتراع.