ستشرع مصالح ولاية الجزائر عما قريب في عملية نزع الهوائيات المقعرة المشوهة لوجه العاصمة وايجاد مكان ملائم لها، وأول حي سيشهد انطلاق تطبيق هذا الاجراء ''التجميلي'' هو حي زيغود يوسف، وهذا بالنظر الى عديد الهيآت الحكومية التي يضمها على غرار البرلمان بغرفتيه. ومثل هذا الاجراء ما كان ليتخذ لولا أن رئيس الجمهورية كان قد عبر لوزيره المكلف بقطاع السكن عن اشمئزاره وتقزره من منظر ''القصعات''التي اقلقت ناظره وأزعجته أيما ازعاج، فجاء القرار التنفيذي على وجه هذه السرعة، شيء جميل أن تستعيد العاصمة بهاءها ونظراتها لكن المشكل ليس في هذه الهوائيات المنتشرة في كل مكان كالفطريات فقط، لأننا حتى ولو نزعناها كلها نزعا ستبقى العاصمة كئيبة وحزينة بوجهها الشاحب الذي تعلوه النفايات التي تملأ كل الضواحي والأماكن التي صارت بدورها تضم عدة مفارغ غير شرعية لرمي القاذورات والكل يعلم الروائح التي تحدثها هذه الأخيرة وما تصحبها من الأمراض، ثم كيف ستستعيد العاصمة وجهها المشرق بصور مشرديها الذي يفترشون ''الكارطون'' ومنظر المجانين الذين هم في غدو ورواج بنصف أثوابهم يطلقون عنانهم للسباب والشتائم والكلام الفاحش ونراهم يطاردون الاصحاء لاسيما النساء في موقف يثير الفزع والرعب في قلوب الراجلين الذين يتركون الرصيف كله لهؤلاء »المهابل« خوفا منهم وتجنبا لما قد يفعلونه بهم من إلحاق الضرر. ما أردت قوله لنبدأ أولا بنزع ما علق بالأرض لنصعد بعد ذلك الى السماء وليس العكس وإلا صرنا من دعاة المنطق المقلوب، ومع ذلك ننتظر اشمئزاز رئيسنا من مثل هذه المظاهر كي يشرع في اتخاذ التدابير اللازمة كذلك. ------------------------------------------------------------------------