تحاول مدينة غرداية الخروج من أزمتها بعد تخطيها المرحلة الأمنية الصعبة التي شهدت فتنة طائفية غير مسبوقة بين المالكيين والإباضيين، حيث وبعد الأحداث التي عاشتها الولاية في أغلب بلدياتها قبيل موعد الاستحقاقات الرئاسية وما كان مخطط له من زرع للفتنة والتدخلات الخارجية ضد ما يسمى بالعنصرية، تواصل قيادة الأجهزة تأمينها لمدينة غرداية وإعادتها من جديد في ظل التراجع الكبير في وتيرة التنمية وتأثيرها سلبا على المدينة. أكد عدد من أجهزة الأمن والدرك الوطني المنتشرين في أغلب المراكز الأمنية الجديدة المحددة على مستوى جهاز الأمن المكلف من طرف رئيس الجمهورية تحت قيادة اللواء شريف عبد الرزاق قائد الناحية العسكرية الرابعة أن أغلب النقاط التي شهدت التوتر مؤمنة بصفة كاملة، مؤكدين أن المواطنين بغرداية يتجولون بصفة عادية باستثناء بعض النقاط التي تعتبر نقاط حساسة بين المالكيين والاباضيين. وقد راسلت عدة جهات بمدينة ضاية بن ضحوة تشكو فيه من تعرض العشرات من المركبات للرشق بالحجارة ومنع أصحاب هذه السيارات من المرور أمام الطريق الرئيسي المؤدية إلى مدينة غرداية مرورا بحي الغابة الذي أصبحت الحجارة ترمى من أماكن مجهولة ما دعا السلطات المحلية لتغيير أماكن النقل وحركة المرور تجنبا للمصادمات. كما انتشرت وحدات لقوات مكافحة الشغب بمنطقة مليكة السفلى تحديدا بعد إقدام عدد من شباب حي مليكة برمي بعض القطع الحديدية على المارة واللاعبين بحي الثنية، الأمر الذي نجم عنه توقيف ثلاثة شبان بعد ترصد لقوات الأمن المتمركزة عند مداخل مليكة ومنطقة مرغوب، كما تم تأميم حي القرطي الذي ظل محاصرا لعدة أسابيع من طرف مجموعات من أصحاب الدراجات النارية. وقد كشفت مصادر موثوقة أن أجهزة الأمن تبحث حاليا عن بعض الأشخاص يشتبه في ضلوعهم بأحداث غرداية، حيث وبعد عمليات ترصد تأكد أن هناك أطرافا من بعض الولايات لها علاقة بأطراف خارجية حيث يقوم هؤلاء الأشخاص باستعمال مختلف الأدوات والوسائل لتأجيج الوضع والتأثير النفسي على المواطنين، كما ركزت قوات الدرك الوطني تواجدها أكثر في عدة أحياء خلفا لقوات الأمن الوطني خاصة مع انطلاق العملية الأمنية الجديدة. هذا ولا تزال مروحيات الدرك الوطني والأمن الوطني تحققات في كشف بعض الأماكن والغابات كمنطقة توزوز بحي الغابة ومنطقة زويل ببنورة والتي تستعمل لصناعة بعض المعدات التقليدية كالمولوتوف وبعض القاذفات التقليدية المصنوعة بمواد البارود والتي تم كشفها باستعمال أحدث التقنيات، في حين يواجه طاقم البحث والتحري وجود بعض المعوقات العمرانية التي تصعب من مسالك التنقل والرقابة. من جهة ثانية أكدت مصالح الأمن والدرك الوطني أنها لن تتراجع في استعمال مختلف الوسائل عن أي شخص يقوم بتأجيج الوضع، ويأتي ذلك في ظل المشاورات العديدة لقائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء شريف عبد الرزاق مع ممثلي المجالس الإباضية والمجلس المالكي الذي تم تأسيسه خلال الأيام الماضية بصفة رسمية، لكن الأخيرين رفضا اللقاء في طاولة واحدة إلا بعد وضع شروط ووثيقة خاصة تكفل للمالكيين والاباضيين حقوقهم.