توسع رقعة المواجهات وانتقالها إلى بريان أطلق العديد من مواطني غرداية من إطارات وأعيان، نداء عاجلا من خلال "البلاد" إلى سكان غرداية الإباضيين والمالكيين من أصحاب النوايا الطيبة للخروج تلقائيا إلى الميدان للحوار وإطلاق دعوات للكفّ عما يجري من أحداث عنف وفتنة وخراب. واعتبر مواطنو غرداية تحدثت إليهم "البلاد" أن ما تمرّ به المنطقة خطير للغاية، ويعتبر هذا الأسبوع قبل موعد الرئاسيات أخطر أسبوع في تاريخ الولاية، نظرا للتهديدات واستمرار المواجهات العنيفة والاعتداءات بين المواطنين. وفي سياق متصل، نفى مواطنون وأعيان بني ميزاب "الإباضيين" في اتصال ب "البلاد" ما تنشره مجموعة من المحرّضين عبر صفحات خاصة على موقع "الفايسبوك" تتهم فيه قوات الدرك بالتواطؤ والانحياز إلى طرف واحد بعد اتهامها سابقا قوات الشرطة. وأكد شهود عيان من منطقة "لعذيرة" حيث تجددت المواجهات، منهم أحد أعضاء مجلس أعيان غرداية من بني ميزاب، أمس في اتصال ب "البلاد"، أن قوات الدرك بصدد تنفيذ مهامها بصرامة وعدل دون الانحياز لأي جهة من الأطراف المتواجهة. وأضاف المتحدث "بالعكس أنا إباضي ومتواجد في الميدان منذ اندلاع أعمال العنف، وأشهد بأن قوات الدرك تسهر على حماية الإباضيين كما الطرف الآخر وتسعى لتفريق المتخاصمين وإبعاد بعضهم عن البعض، ومعاقبة المتورطين في هذه الأعمال. كما انتشرت عناصر الدرك في كل حيّ من أحياء غرداية لتأمين البيوت والمحلات والأرواح، وخروجها من هذه الأحياء سيؤدي إلى الخراب والقتل والفوضى"، وشدد على أن ما يتم نشره من صور وفيديوهات هي غير حقيقية، وتلك الاتهامات "هي تحريضية ويتبرأ منها الإباضيون ولا تُعبّر عن آرائهم". في إطار متصل، اتهم الميزابيون المدعو كمال الدين فخار بالوقوف وراء عمليات التحريض وكذلك توجيهه العصابات الإجرامية الملثمة التي يتحكم فيها بواسطة الاتصالات. وأكد متحدثونا أنهم وجهوا رسائل إلى كل الجهات والسلطات على رأسها رئيس الجمهورية لوضع حدّ لهذا الشخص. كما أطلق نائب سابق بالبرلمان في اتصال ب "البلاد"، نداء إلى جميع سكان غرداية، إباضيين ومالكيين، لمساعدة مصالح الأمن في التصدي للمجموعات الملثمة الإجرامية، وذلك بتشكيل خلايا من شخص أو شخصين يتكفلون بتهدئة الأوضاع والتحقيق في أي حادث أو تجاوزات دون أن تصل الأمور إلى نشوب المواجهات قبل التحقق من وقائع الحادث. وكشفت مصادر "البلاد" أن كلا الطرفين مستعد للإقدام على هذه الخطوة، لكن الأمر يستدعي ضرورة تقريبهم من خلال وساطة المشايخ والحكماء من الجانبين. المواجهات مستمرة في غرداية وشرارة العنف تندلع ببريان بعد صلاة الجمعة لم تتوقف المواجهات منذ السبت المنصرم بمدينة غرداية وضواحيها، حيث تجددت المواجهات بعد صلاة الجمعة أمس، بعد خروج المصلين من المسجد، في منطقة بريان وتوسعت في ظرف قصير، بالرشق بالحجارة وغيرها، مما يُنذر بأن الوضع في غرداية أصبح خطيرا جدا، حيث تم تكثيف قوات الأمن لمكافحة الشغب من أجل تفريق الأطراف المتواجهة، وفي الوقت نفسه لم تتوقف أحداث العنف بالرشق بالحجارة والقارورات الحارقة في منطقة لعذيرة ببلدية الضاية بن ضحوة وفي حي توزوز، حيث أحرقت مجموعات من الملثمين الغابات والمزارع والحيوانات، ورغم تدخل قوات الدرك ونظرا لصعوبة تضاريس المنطقة المشكلة من وديان وغابات، استعصى التحكم في الوضع بصفة نهائية، حيث تسود حالة من الهدوء لبعض الوقت لتنطلق أعمال العنف والتراشق بالحجارة من جديد، واضطّرت قوات الدرك إلي أن تكون حاجزا فاصلا بين هؤلاء المجموعات. وأفادت مصادر محلية مطلعة، بأن عناصر ملثمين يستعملون كل المحظورات والأسلحة البيضاء يقتحمون المنازل أو المزارع ثم يختفون فجأة بعد أن تندلع المواجهات، ثم يفرّون إلى منطقة الغابة لوعورة تضاريسها التي هي عبارة عن زقاق تؤدي إلى كل الاتجاهات مما يصعب توقيفهم، وبعدها ينتقلون إلى حي توزوت لإضرام النيران في المزارع والمنازل، وتنتهج خطة محكمة لتشتيت قوات حفظ النظام، حيث أكد شهود عيان أن مجموعة الملثمين تتنقل على متن مركبات ودراجات نارية وتستخدم الحجارة والزجاجات الحارقة وبعض الألعاب النارية الخطيرة لخلق الفوضى. أبناء متليلي يُدينون الاعتداء على موكب سلال أدان مواطنو متليلي بشدة الاعتداء الذي وقع يوم الأربعاء بعد تنشيط عبد المالك سلال مدير الحملة الوطنية للمترشح عبدالعزيز بوتفليقة تجمعا بالمدينة في إطار الحملة الانتخابية. وأكدوا في بيان تلقت "البلاد" نسخة منه "نظرا لما يمليه ضميرنا الوطني وحرصا على وحدة الجزائر واستقرارها، وحفاظا على سمعة بلدتنا المضيافة ندين الاعتداء بشدة"، مضيفين أن "المجموعة التي قامت بتلك التصرفات لا تمثل أبناء هذه المدينة المجاهدة لا من قريب ولا من بعيد، وكيف يكون ذلك وقد ارتبط بعض أفرادها بجهات خفية داخلية وخارجية لا تريد الخير للجزائر ولشعبها". وأوضح البيان أن "الإحساس بمسؤوليتنا التاريخية تجاه الوطن الذي يمر بمرحلة حساسة تكالبت عليه أياد خارجية وداخلية محاولة المساس بوحدته واستقراره هو ما دفعنا لإصدار هذا البيان"، مؤكدين "هذا ما يجعلنا اليوم وغدا نجدد قسمنا لوطننا بأننا على العهد باقون..." في سياق متصل، تعرّض دين مصطفى عضو اللجنة المستقلة للمترشح عبد العزيز بوتفليقة على مستوى مداومة المنيعة، إلى "الصفع" من طرف رئيس اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات الرئاسية لبلدية المنيعة ممثلا عن المترشح الحر علي بن فليس، حسب بيان تلقت "البلاد" نسخة منه. وأشار المصدر إلى أن المداومة أودعت شكوى لدى مصالح الأمن من أجل المتابعة القضائية.