الجودة والإنتاجية للضّغط على الأسعار وكسب المعركة التّنافسية تعدّ شركة البناء بجاية "سوماكوب" واحدة من المؤسّسات التّابعة للقطاع العمومي التي صمدت في وجه التحولات العميقة والعنيفة في آن واحد، التي هزّت أركان الكثير منها ولم ينج منها إلا تلك المؤسسات التي عقدت العزم على البقاء في السوق الوطنية رغم الصعوبات الناجمة عن الانتقال من نظام على آخر. وكان أبرز ضحاياه العديد من مؤسسات القطاع العمومي خاصة في قطاع البناء، الذي فقد الكثير من المصانع عبر مناطق الوطن إمّا عن طريق التصفية أو الخوصصة. خمسة وثلاثون سنة منذ تأسيس شركة البناء بجاية، خبرة طويلة في مجال إنتاج مختلف أنواع مواد البناء وصمود أكبر لكونها لم تختف مثلما حدث للكثير من مثيلاتها، ولكن أيضا تواجد فعال في العديد من مناطق الوطن وسعي مستمر من أجل تلبية الاحتياجات المتنوعة من مواد البناء، بدليل أنّ كل الإنتاج يتم تسويقه في بجايةوالولايات الأخرى المحاذية وغيرها خاصة في كل من سطيف، برج بوعريريج، البويرة، تيزي وزو ويصل حتى إلى الغرب الجزائري كوهران، وغيرها من الولايات المستقبلة لمنتوج "سوماكوب" مثلما أوضح على ذلك أحد الإطارات الشّابة في المؤسسة السيد حمادي بوبكر، الذي أكّد على أنّها تستحوذ على حصة هامة من السّوق المحلي رغم المنافسة الشديدة في هذا المجال. والسبب برأيه يعود إلى نوعية المنتوج الذي تطرحه "سوماكوب" كمؤسسة عمومية، ومن المصانع القليلة التي صمدت أمام عمليات الخوصصة وتمكّنت من البقاء والعمل طيلة السنوات الطويلة الماضية، وهو شرف لكل الإطارات والعمال الذين تعاقبوا على المؤسسة العمومية الذين رفعوا تحدي الاستمرار والبقاء على قيد الحياة. ولكن أيضا تقديم منتوجات متنوعة وبجودة عالية نافست ما هو موجود في السوق الوطنية، وليس فقط المحلية أي في بجاية. وفي إطار المنافسة الشديدة على منتوجات مواد البناء والتقنيات الحديثة التي أدخلت لتحسين النوعية، تطرح "سوماكوب" حسب السيد حمادي أنواعا مختلفة من مواد البناء في وحداتها الإنتاجية الموزعة عبر الولاية، حيث تتكفّل وحدتي رميلة وصدوق في إنتاج مواد البناء الحمراء، بينما تنتج وحدة القصر مواد الخرسانة. وتتكفل وحدة بوجليل بإنتاج الجبس الموجه للبناء، وتنتج وحدتي أقبو وتوجة أنواعا من المحاجر، بالإضافة إلى النجارة العامة في تازمالت وإنتاج الإسمنت. ارتفاع أسعار مواد البناء المسجّل من حين إلى آخر مردّه حسب نفس المتحدث تجاوز طلب ما هو معروض خاصة في بعض الأصناف كالإسمنت، والجزائر اليوم عبارة عن ورشة عمل وبناء كبيرة، فضلا على أن التقلبات في الأسعار تعود أيضا إلى ارتفاع كلفة المواد الأولية، وإلى أسعار صرف الدينار مقابل العملات الأجنبية مما ينعكس مباشرة على سعر المنتوج المستورد، يضاف إليها الممارسات غير المشروعة والمضاربة التي تعرف أوجها عند حدوث ندرة ما في بعض مواد البناء الأساسية. في هذا الصدد، أكد السيد حمادي أنّ شركة "سوماكوب" تسعى حاليا وتتوجه نحو العمل على التأثير على الأسعار نحو الانخفاض من خلال البرنامج الهام الذي تمّ إعداده لتحديث وإعادة التهيئة في إطار خطة تطوير الوحدات التابعة للمؤسسة. والبداية من وحدة رميلة لإنتاج الأجور، حيث سيتم وقف الإنتاج بها بداية من الشهر القادم أي جوان لمدة أربعة أشهر، على أن تستأنف الإنتاج في أكتوبر القادم بحلة جديدة وبتحديث لآلة الإنتاج والتجهيزات، والهدف مضاعفة الإنتاج لمواجهة الطلب المتزايد على منتوج المؤسسة. ومن المقرر أن ينجم عن برنامج التحديث زيادة في استحداث مناصب عمل قد يناهز المائة في آفاق 2015. شركة مواد البناء "سوماكوب" التي تمّ تأسيسها في سنة 1979 في حاجة إلى إعادة تحديث الأجهزة والآلات بها، وستتم العملية بالتدرج وفي كل وحدة على حدى تجنّبا لوقوع انقطاع محسوس في الإنتاج في حالة التوقف الكلي لمختلف الوحدات الإنتاجية، وما قد يترتب عنه من آثار مباشرة على الأسعار. وستنال وحدة رميلة شرف انطلاق مخطط التحديث في الشهر القادم بعد وحدة النجارة لتزمالت ثم أقبو والقصر، وهكذا إلى أن يتم استحداث مختلف الوحدات التابعة للشركة بكلفة مالية تصل إلى 1,685 مليار دينار، والهدف رفع القدرة الإنتاجية وتلبية طلب السوق الوطنية من مواد البناء، ولكن أيضا المحافظة على مناصب الشغل الحالية المقدرة ب 650 منصبا، ولم لا توفير المزيد منها في إطار خطّة التّحديث والتّطوير؟