دعا مختصون في اليوم العالمي للطفولة، الذي نظمته مديرية الشؤون الاجتماعية لبومرداس، بالتنسيق مع مديرية الأمن الولائي، الأولياء وجميع الهيئات الاجتماعية إلى ضرورة بذل مزيد من المجهودات لحماية الطفولة من كل أشكال الانحرافات الاجتماعية، وتفعيل المنظومة القانونية لحماية هذه الفئات الهشة، خاصة في ظل الأرقام المخيفة عن أعداد المنحرفين والقضايا التي سجلتها فرقة حماية الأحداث التابعة للشرطة القضائية لأمن ولاية بومرداس. أظهرت حصيلة الأرقام المقدمة من طرف فرقة حماية الأحداث التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية لبومرداس، أن الخماسي الأول من سنة 2014، شهد توقيف 23 طفلا متورطا في مختلف قضايا الانحرافات تم على إثرها وضع ثلاثة منهم رهن الحبس ووضع آخر تحت الرقابة القضائية، فيما استفاد 16 طفلا من الاستدعاء المباشر. وقد تنوعت القضايا المسجلة بين السرقة بالكسر داخل المنازل تورط فيها 5 أطفال، قضايا الضرب والجرح العمدي تورط فيها 3 أطفال، إضافة إلى قضايا السرقات المتعددة تورط فيها 9 أطفال، والسرقة تحت طائلة التهديد باستعمال السلاح الأبيض تورط فيها طفل واحد، وعدة قضايا أخرى متعلقة بالسب عن طريق الهاتف، الإتلاف العمدي لملك الغير، تكوين جمعية أشرار وحيازة واستهلاك المخدرات والأقراص المهلوسة. كما أظهرت الحصيلة تورط بعض الأحداث في قضايا أخلاقية وإجرامية خطيرة ناجمة عن التفكك الأسري وتراجع دور الأولياء ومؤسسات المجتمع، منها 9 قضايا متعلقة بالأفعال المخلة بالحياء، العنف الجسدي، الضرب والجرح العمدي وصولا إلى قضايا الاغتصاب المسجلة في صفوف الأطفال بتسجيل حالة واحدة خلال هذه الفترة، وهي وضعية أثارت الكثير من التساؤلات من قبل المختصين حول دور كل هيئات المجتمع في توفير الحماية اللازمة لفئة الأطفال خاصة بالنسبة للذين يعانون من مشاكل أسرية وتشرد اجتماعي قبل فوات الأوان. نشاطات فكرية وتربوية متنوعة بالمناسبة سجلت العديد من المؤسسات الثقافية والتربوية حضورها اللافت بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطفولة، ولو أن المناسبة صادفت هذه السنة إجراء امتحانات شهادة البكالوريا، حيث بادرت مديرية الأمن الولائي لبومرداس بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي إلى تنظيم يوما إعلاميا خصص لعرض نشاطات المصلحة في حماية الطفولة والتكفل بانشغالاتها، وأهم المجهودات التي تقوم بها في حماية الأحداث من خطر الانترنت والإجرام بشكل عام بحضور تلاميذ المدارس، مع تنظيم زيارة خاصة لمركز الطفولة المسعفة لتقديم هدايا وتكريم أحسن التلاميذ المتحصلين على أعلى معدل سنوي وكذا أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. بدوره سطر المركز الثقافي الإسلامي احتفالية متميزة لفائدة الأطفال وتلاميذ المدارس بحضور فوج من الكشافة الاسلامية، من خلال تنظيم ورشة تدريبية في التنمية البشرية من تقديم الأستاذة أنيسة تلامعلي، تطرقت فيها إلى أهم الأسس الصحيحة الكفيلة لتربية وإعداد طفل الغد، كانت متبوعة بنقاشات ثرية من قبل التلاميذ والأولياء، بالإضافة إلى مسابقة فكرية للتلاميذ الذين حضروا النشاط وأخرى خصصت لأحسن رسم لدى الأطفال، مع عرض شريط وثائقي تناول أهم المواثيق القانونية الدولية لحماية الطفولة، ليختتم الحفل بتوزيع ثلاثة جوائز على الفائزين، وهو النشاط الذي يدخل في إطار البرنامج الشهري الذي أعده المركز الثقافي الاسلامي حسب قول مديره السيد عبد الكريم ليشاني.