وجه الطاقم الموجود على قارب الكرامة نداء استغاثة بعد أن اعترضته الزوارق الحربية الإسرائيلية في المياه الدولية بينما كان في طريقه إلى شواطئ غزة، وأحدثت خرابا فيه، وطالبته بالعودة إلى ميناء لارنكا. الأمر الذي هدد حياة من على متنه، بسبب تسرب المياه إليه، ونفاد الوقود. وأصدر الرئيس اللبناني أوامره بإنقاذ قارب الكرامة فور دخوله المياه اللبنانية، في حين تمنع القوارب الإسرائيلية القارب من التوجه إلى مياه لبنان الإقليمية. وقال مراسل الجزيرة على متن القارب عثمان البتيري، إن الإصرار على عودة القارب إلى لارنكا القبرصية يعني الحكم بالموت غرقا على كل من في القارب. وقال البتيري: إن ما بين أربعة وخمسة قوارب حربية إسرائيلية بدأت في الليلة قبل الماضية ملاحقة القارب. وقامت بتوجيه كشافات ضوئية وإطلاق قنابل مضيئة، دون أن تحاول الاتصال بالطاقم، أو تطلب منه العودة رغم أنه كان ما زال قريبا من ميناء لارنكا بقبرص نقطة انطلاقه. وأوضح البتيري أن القوارب الإسرائيلية بدأت في وقت لاحق تقترب من القارب، ثم فجأة قام أحدها بصدم القارب بشكل قوي هدد حياة من على متنه، وأحدث خرابا كبيرا في الجزء الأمامي منه والجانب الأيسر. ووفقا للمراسل، فإن الزوارق الإسرائيلية طلبت بعد ذلك من قبطان القارب العودة لميناء لارنكا. واتهمت من فيه بالقيام بأعمال إرهابية. وأصرت على طلبها بالعودة للارنكا، رغم إبلاغه لهم بصعوبة ذلك، بسبب الخراب الذي حل بالقارب، وبسبب نفاد الوقود. وأشار المراسل إلى أن القبطان طلب منهم السماح بالتوجه إلى المياه الإقليمية اللبنانية غير أن الزوارق الإسرائيلية رفضت طلبه. وقال البتيري: إن القارب يواصل طريقه باتجاه لبنان ببط شديد بعد إصلاح العطل الفني الذي طرأ على محركه. وأوضح أن القارب سوف يتمكن من دخول المياه الإقليمية اللبنانية خلال أربع ساعات تقريبا ما لم تعترض طريقه الزوارق الإسرائيلية التي تطارده. وأوضح المراسل أن القوارب الإسرائيلية اعترضت قارب الكرامة، بينما كان لا يزال في المياه الدولية ولم يكن قد دخل بعد المياه الإقليمية الإسرائيلية أو مياه القطاع. وأشار إلى أن القبطان حاول الاتصال مع قوات الناتو الموجودة في المياه الإقليمية اللبنانية، لكنه لم يفلح، ووفقا للمصدر نفسه، فإن الطاقم فقد الاتصال مع كافة الجهات باستثناء قناة الجزيرة من خلال طاقمها الموجود على متن القارب. بدوره أشار رئيس قسم الحريات وحقوق الإنسان في قناة الجزيرة سامي الحاج -الموجود ضمن طاقم الجزيرة على متن القارب- إلى أن الوضع على القارب خطير، وأن الجميع ارتدوا السترات الواقية بانتظار أوامر القبطان بالنزول للمياه. وقال الحاج في اتصال هاتفي مع الجزيرة: إن من على القارب جاؤوا ليقدموا العون لأهالي قطاع غزة، لكنهم فجأة وجدوا أنفسهم بحاجة للعون والنجدة. بدورها حملت الجزيرة إسرائيل مسؤولية سلامة طاقمها الموجود على متن القارب. يذكر أن القارب يحمل مساعدات طبية ودوائية من الشعب القبرصي، ويوجد على متنه نائبة أمريكية سابقة في الكونغرس، ونائبة حالية في مجلس النواب القبرصي، وثلاثة أطباء أوروبيين، وثلاثة من طاقم قناة الجزيرة.