واتخذ هذا القرار الإسرائيلي وزير الدفاع إيهود باراك بعد اجتماع تشاوري عقدته الحكومة الأمنية المصغرة وقد اشترط باراك عدة مرات توقف جميع الهجمات الصاروخية من القطاع تجاه إسرائيل، لفتح المعابر. لم تستبعد مصادر إعلامية أن يكون القرار خطوة من إسرائيل لمواصلة التهدئة مع فصائل المقاومة في القطاع، التي تنتهي نهاية الشهر الجاري، وأوضحت أن الشاحنات التي تدخل القطاع هي محملة بالمواد الغذائية والأدوية، والوقود الذي سيعمل على إعادة تشغيل محطة التوليد الكهربائي في القطاع، بالإضافة إلى كميات محدودة من غاز الطهي. وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد عقدت في الأيام الماضية اجتماعا مع بعض فصائل المقاومة بالقطاع لبحث مصير التهدئة الهشة مع إسرائيل، ويأتي القرار الإسرائيلي بعد إغلاق شبه محكم فرضته سلطات الاحتلال على جميع المعابر المؤدية للقطاع منذ أكثر من شهر، حالت بموجبه دون وصول الغذاء أو الدواء أو الوقود لنحو 1.5 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع. وقد وصف رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة حصار غزة جمال الخضري الوضع بأنه كارثي، وأكد توقف محطة توليد الكهرباء بالقطاع عن العمل بشكل كامل بعد نفاد السولار الصناعي اللازم لتشغيلها، في ظل تواصل إغلاق المعابر التجارية للأسبوع السادس، كما تسبب الحصار في توقف أكثر من نصف المخابز في القطاع عن العمل بسبب نفاد الدقيق، كما أجبر فلسطينيي القطاع على اللجوء لاستخدام الدقيق المخصص للحيوانات، كما اضطروا للجوء للأساليب البدائية للحصول على النار لغايات الطعام أو التدفئة. وما زاد الأمر قسوة على فلسطينيي القطاع، هو منع سلطات الاحتلال ثلاث سفن إغاثة من الوصول لشواطئ غزة الأسبوع الماضي، من بينها سفينة العيد التي كانت ستحمل الألعاب والأدوية لأطفال غزة قادمة من شواطئ يافا، والسفينة الليبية التي تحمل 3 آلاف طن من المواد الغذائية والدوائية، بالإضافة إلى سفينة قطرية اضطرت لإرجاء موعد انطلاقها بسبب التشويشات والضغوط الإسرائيلية. وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في القطاع إسماعيل هنية قد دعا الفلسطينيين للوحدة، وحث العرب خلال خطبة صلاة العيد على العمل على كسر الحصار عن القطاع، فيما غابت بشكل شبه كامل أجواء العيد عن القطاع بسبب الحصار، وفي الضفة الغربية عكرت إجراءات الاحتلال واعتداءات المستوطنين أجواء العيد، وقد دعا هنية الشعب الفلسطيني إلى الوحدة والتكاتف من أجل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وحصاره المضروب على القطاع منذ شهور، كما حث العرب على كسر الحصار. سفينة أخرى تحمل مساعدات طبية تتجه إلى غزة غادرت سفينة تحمل ناشطين وأكاديميين وعددا من الأطباء ميناء لارنكا القبرصي ليلة أول أمس متوجهة إلى قطاع غزة في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على القطاع، ونقلت وكالة فرانس برس عن لبنة مصاروة قائدة المجموعة المتوجهة إلى غزة قولها "أننا لا ننوي الرجوع، ونثق في أننا سنصل إلى غزة.. نحن مجموعة من المدنيين غير المسلحين الذين يحملون إمدادات يحتاجها بشدة مدنيون في غزة"، وتنظم هذه الرحلة مجموعة "غزة الحرة" التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها، وسبق أن نظمت رحلات لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة. وتسعى المجموعة إلى العودة بعدد من الطلبة الفلسطينيين الذين تم قبولهم للدراسة في جامعات أوروبية، وكانت إسرائيل منعت سفينتين من الوصول إلى المنطقة الأمنية التي تفرضها على سواحل غزة، وفي الأسبوع الماضي اعترضت زوارق حربية إسرائيلية سبيل سفينة ليبية كانت متجهة إلى غزة وأجبرتها على العودة إلى شواطئ العريش المصرية، وهذه السفينة الليبية هي أول سفينة عربية تحاول الوصول إلى غزة.