تعتبر سنة 2009 آخر محطة لاستكمال البرنامج الخماسي لدعم النمو في قطاع الموارد المائية الذي استفاد من أكثر من 30 ألف مليار سنتيم لتدارك النقص والتأخر في مجال المواد المائية حيث سيصل عدد السدود الى 72سدا سيسمح بتعزيز الأمن المائي في الجزائر الذي كان مهددا في نهاية التسعينات . شهد قطاع الموارد المائية خلال عام 2008 إدماج 62 سدا تدخل ضمن أنظمة تحويل حقيقية كنظام بني هارون الذي يضمن تزويد 5 سدود بعدة ولايات ويضاف لأنظمة التحويل الكبرى الجاري انجازها على غرار تموين تمنراست انطلاقا من عين صالح على مسافة 740 كلم. وبالموازاة مع ذلك تمت مباشرة برنامج هام لتحلية مياه البحر حيث ستصل في نهاية سنة 2009 مجموع 13 محطة بإنتاج نحو 26ر2 مليون متر مربع في اليوم أي ما يعادل 825 مليون متر مكعب في السنة. و ستمثل هذه الكمية ما يعادل ثلث منسوب السدود. كما رافق تعبئة الموارد المائية للتموين بالماء الشروب في 2008 ترميم شبكة التوزيع و توسيعها ومن بين العمليات الكبرى التي استكملت في هذا المجال نذكر انجاز و ترميم و تجديد شبكات التموين بالماء الشروب الذي استفادت منها 11 ولاية من وسط وشمال الجزائر و كذا غرب الجزائر العاصمة إذ باتت الشبكة الوطنية للتموين بالماء الشروب تمتد على طول 60 الف كلم. كما أبرمت السلطات العمومية عقودا لتسيير شبكات التوزيع مع شركات متخصصة على مستوى مدن كبرى مثل الجزائر العاصمة و وهران و قسنطينة وعنابة من أجل تموين السكان بالمياه الصالحة للشرب لتبلغ بذلك نسبة إيصال المنازل بالماء الشروب 93 بالمائة سنة 2008 كما يقدر معدل التموين بالمياه الصالحة للشرب لكل نسمة حاليا 165 لترا فيما سجلت وتيرة توزيع المياه على مستوى مقرات البلدية ال1541 تقدما . وفي مجال التطهير تم انجاز عدة أشغال من بينها إنجاز و ترميم أنظمة جمع المياه المستعملة للمجمع الحضري وعمليات إصلاح أنظمة التطهير لواد ريغ بولاية الوادي و وادي ميزاب بغرداية وإصلاح أنظمة الحد من ارتفاع منسوب المياه في منطقتي واد سوف و ورقلة و إنجاز نظام لحماية سد بني هارون من التلوث فضلا عن حماية مدينة سيدي بلعباس و حي باب الواد بالجزائر العاصمة من خطر الفيضانات و إنجاز 40 محطة لتطهير المياه المستعملة و إصلاح 20 محطة أخرى و50 محطة معالجة بيولوجية للمياه المستعملة حيث سمحت كل هذه العمليات بتحقيق إنجازات هامة في مجال التطهير ومعالجة المياه المستعملة لصالح صحة السكان و تحسين الإطار المعيشي. لتبلغ بذلك الشبكة الوطنية لتطهير المياه المستعملة 38 ألف كلم أي ارتفاع يقارب 82 بالمائة لتنتقل النسبة الوطنية للربط بشبكات صرف المياه المستعملة 86 بالمائة في حين انتقلت الطاقات الوطنية الخاصة بمعالجة المياه المستعملة إلى 350 مليون متر مكعب حاليا في انتظار بلوغ 600 مليون سنة 2010 مع استقبال مشاريع قيد الإنجاز أي أكثر من 86 بالمائة من الحجم الحالي للمياه المستعملة المقدر ب 750 مليون متر مكعب. وفي مجال تجنيد الموارد المائية الموجهة للري في قطاع الفلاحة شهدت السنة استكمال 24 مساحة مجهزة بمجموع 219 الف هكتار إضافة إلى 4 مشاريع كبرى أخرى تقدر مساحتها ب11الف هكتار بولايات تلمسان و تيارت و جيجل و أم البواقي في حين توجد 15 مساحة مجهزة قيد الإنجاز لمساحة أكثر من 120 الف هكتار من الأراضي المسقية. وموازاة مع ذلك تم دراسة 160 ممسكا مائيا من بينها 60 تم تسليمها في هذه السنة لتضاف إلى ال400 ممسكا مائيا يتم استغلالها حاليا وبطاقة 44 مليون متر مكعب تساهم في عمليات سقي 850 الف هكتار في إطار الري الصغير و المتوسط. كما أن نسبة 93 بالمائة من ربط المنازل بأنابيب التزويد بالماء الشروب و 86 بالمائة من الربط بشبكات التطهير التي تميزت بها سنة 2008 تؤكد أن الجزائر حققت في هذا المجال الأهداف التي تم تحديدها في إطار ألفية الأممالمتحدة للتنمية. ورغم تحقيق مشاريع هامة في قطاع الموارد المائية شهدت عليها سنة 2008 إلا أنه وجب العمل بشكل أكبر على تأمين تغطية دائمة لحاجيات المواطنين من الماء الشروب باعتبار الجزائر تقع في منطقة معروفة بندرة الأمطار. انطلاقا من أنه يسمح فعلا بإنعاش حياتنا اليومية في كل المجلات من خلال تسيير صارم قصد التحكم في هذه المنظومة تحكما قويا وفق قاعدة اقتصاد المياه الذي نحن بحاجة ماسة إليه . ويبقى استغلال مياه الأمطار المتساقطة مجال حيوي يجب استغلاله لتقوية احتياطات الجزائر المائية حيث تشير الإحصائيات الى ضياع 60 بالمائة من مياه الأمطار. كما تنتظر الأجيال القادمة الحفاظ على الاحتياطات المائية المتواجدة بالصحراء الجزائرية والمقدرة بأكثر من 50 مليار متر مكعبا. ------------------------------------------------------------------------