تمكنت الجزائر للسنة الثانية على التوالي، من اصطياد كامل حصتها من التونة الحمراء والمقدرة ب243 طن، قبل الآجال المحددة من قبل اللجنة الدولية للمحافظة على سمك التونة بالمحيط الأطلسي ب24 جوان 2014، وهو ما يعد «إنجازا مهما» يجعلها تذهب «بأريحية» إلى المفاوضات المقبلة من أجل المطالبة باسترجاع حصتها التاريخية المقدرة ب5.73٪ من إجمالي الصيد بالبحر المتوسط. وأرجع رئيس ديوان وزارة الصيد البحري والموارد الصيدية كمال نغلي، في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر الوزارة تحقيق هذا الإنجاز رغم تعقيد عملية الصيد، إلى تضافر جهود المتعاملين الثمانية المشاركين في حملة الصيد، حيث عمدوا إلى تنظيم أنفسهم في شكل 3 مجموعات للتمكن من اصطياد كامل الحصة المقدرة ب 243 طن، في الفترة المحددة من قبل اللجنة الدولية للحفاظ على سمك التونة بالمحيط الأطلسي من 26 ماي إلى 24 جوان 2014. وقال نغلي، أنه «بفضل روح المساعدة تمكن المتعاملون الثمانية من النجاح في عملية الصيد وإتمامها قبل أوانها، حيث تمكنوا من صيد كامل الحصة بتاريخ 12 جوان الجاري»، وهو ما اعتبره «نتيجة ايجابية» تحققت كذلك بفضل المجهودات التي بذلتها مختلف القطاعات من الوزارة الوصية، وزارة الشؤون الخارجية، وزارة النقل، ووزارة الدفاع الوطني التي كان لها دور فعال في المجال العملياتي. وأوضح نغلي أن التحكم في صيد التونة الحمراء، عرفت تحسنا من سنة إلى أخرى، حيث تم في سنة 2012 اصطياد نصف الكوطة، ليتمكن الصيادون المشاركون في حملتي 2013 و2014 من اصطياد كامل الكوطة، رافق ذلك ارتفاع عدد المهتمين بهذا النوع من السمك حيث شاركت في الحملة الأولى سفينتين، وفي الثانية 4 سفن، وفي حملة هذه السنة 8 سفن. وعن القيمة الإقتصادية لهذا النوع من المصايد، قال نغلي أن عملية تصدير كمية التونة الحمراء المصطادة سمحت بإدخال مليون أورو للخزينة العمومية، كما تم تحصيل إتاوات من المتعاملين المشاركين في الحملة قدرت ب6.5 مليون دينار جزائري. وفي رده عن سؤال حول إمكانية توجه الجزائر إلى الاستثمار في مجال تسمين سمك التونة، على اعتبار أن له مردود إقتصادي كبير، قال نغلي أن الفكرة قائمة وسيطرح هذا الملف في الاجتماع المقبل للجنة الدولية للمحافظة على سمك التونة بالمحيط الأطلسي، غير أن الأولوية حسبه تمكن في تلقين المتعاملين المشاركين في حملات الصيد تقنيات الصيد باستخدام وسائل التكنولوجية المتطورة، من خلال إخضاعهم إلى دورات تكوينية، وتشجيعهم على اقتناء عتاد وأجهزة متطورة لاستيفاء جميع الشروط المحددة من قبل هذه اللجنة.