دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أئمة المساجد إلى ضرورة المشاركة في الحوار داخل المجالس العلمية كون غيابهم جعل المذهبية تتحول إلى طائفية، مشيرا إلى أنه ليس عدوا للسلفية الحنبلية التي تنشط في الجزائر شريطة عدم ارتباطها بالطائفية التي لها امتداد خارج العالم العربي الإسلامي. وأعطى الوزير أمس تعليمات لأئمة المساجد خلال ندوة نظمتها مديرية الشؤون الدينية للجزائر العاصمة بدار الإمام بضرورة رد الاعتبار للمسجد الذي فقد بعض وظائفه كتعليم القرآن مؤكدا أن الأئمة سيشاركون في نشاطات خاصة بالتنسيق مع مختلف الوزارات خلال شهر رمضان. وشدد عيسى على أهمية تصميم برنامج ثري خلال الشهر الكريم من اجل إنشاء حركية إدماج ومرافقة بعيدا عن التفرقة والتغيير من خلال بذل مجهودات كبيرة في تلاوة القرآن وإرشاد الشباب وحمايتهم من التيارات والطوائف والمحن، مشيرا إلى أن المساجد لن تفتح إلا بحضور الإمام، كما انها - على حد قوله - لم تبن للصلاة فقط وإنما لها ادوار دينية اجتماعية. وأضاف المسؤول الأول عن قطاع الشؤون الدينية أن وزارته تسعى الى جعل مساجد العاصمة في المستوى المطلوب من خلال السهر على تنظيمها والحفاظ على نظافتها وتجسيد دورها الكبير في التوجيه والإرشاد والتعليم القرآني الذي بدأ يضمحل حسب قول الوزير، موضحا أن المطلوب من الإمام أن يكون حاضرا في المسجد وفي حالة غيابه يتوجب غلقه. وأوضح وزير الشؤون الدينية في ذات السياق قائلا: "أنا لست عدوا للسلفيين في الجزائر أو ضد الاختلاف في المذهب أو اختلاف في المرجعية الدينية لان هذه الأخيرة لا تعتبر طائفية وإنما تستند الى كتاب الله، لان الطائفية هدفها تفرقة أبناء الشعب الواحد وتكفيره". وأكد المسؤول الأول عن قطاع الشؤون الدينية، أنه ليس ضد مذهب السلفية الحنبلية التي يؤمن بفكرة الحوار وتقبل واحترام المرجعيات الأخرى على اختلافها، عكس السلفية التي تدعو لتفجير والتكفير والتي يتم التحكم فيها من مخابر في دول أجنبية، داعيا في الوقت ذاته السلفيين إلى ضرورة طرح رأيهم في كافة القضايا للنقاش.