في الوقت الذي يتواصل فيه العدوان الاسرائيلي الهمجي على سكان غزة الذين يواجهونه بكل شجاعة ويدفعون يوميا من ارواحهم، لم تتوقف الطبقة السياسية في الجزائر عن التنديد اليومي بوحشية المحتل الذي يستهدف الابرياء العزل، فبعدما تركت جانبا كل النشاطات، اتجهت الاحزاب السياسية عموما واحزاب التحالف الرئاسي على وجه التحديد لتنظيم وقفات تضامنية ومسيرات في مختلف ولايات الوطن، وفي هذا الاطار يندرج التجمع الشعبي الذي ينظمه التحالف مساء اليوم في حدود الساعة الرابعة زوالا أمام دار الشعب. بعد التجمع الكبير المنظم من قبل قيادة حركة مجتمع السلم »حمس« بقيادة ابو جرة سلطاني والذي تزامن وبداية العدوان الصهيوني على غزة الذي بدأ قبل نحو 9 ايام، بادرت هيئة التحالف الرئاسي برئاسة حزب جبهة التحرير الوطني »الافلان« بتنظيم تجمع شعبي مساء اليوم امام دار الشعب تنديدا بالعدوان الهمجي الاعمى الذيي اودى بحياة قرابة 500 فلسطيني وخلف اكثر من 2200 جريح. رغم انه ليس بامكانها فعل الكثير امام مايحدث يوميا في المجزرة الجديدة التي اختارت اسرائيل ان تختتم بها سنة 2008 وتفتتح بها 2009 لتؤكد بانها لن تتخلى عن همجيتها وعن عزمها على ابادة الفلسطينيين، الا ان الاحزاب السياسية في الجزائر تحاول جاهدة عدم تفويت اي فرصة للتنديد بالجرائم النكراء ضد الانسانية المرتكبة من طرف الصهاينة. وسيشهد تجمع اليوم حضور قادة التحالف الرئاسي فعلاوة على رئيس الهيئة الأمين العام للافلان عبد العزيز بلخادم، يرتقب مشاركة احمد اويحي الامين العام »للارندي« وكذا رئيس »حمس« ابو جرة سلطاني الى جانب شخصيات وطنية بارزة التي تضم صوتها الى صوت الطبقة السياسية لاستنكار العدوان الهمجي الذي دخل اسبوعه الثاني. وتأتي التجمعات موزاة مع المسيرات العفوية التي خرج فيها الجزائريون للتعبير عن تضامنهم مع سكان غزة والتنديد بالجرائم الاسرائيلية الشنيعة، بالاضافة الى التجمع الذي نظمه الصحفيون في غضون الاسبوع المنصرم بدار الصحافة الطاهر جاووت، وتم الاعلان خلاله عن نداء المبادرة الجزائرية المستقلة من اجل فلسطين والذي جاء فيه التأكيد على ان الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني اخطر من المحرقة او الاكذوبة التي قام على اساسها الكيان الصهيوني. ويبقى الامر الاكيد ان غزة ستخرج حتما منتصرة وان دفعت من ارواح سكانها ثمن الوحشية والهمجية الصهيونية، لأنها ستعطي من جديد درسا في الصمود والمقاومة للمحتل الذي وإن طال بقاؤه فلا مكان له طال الوقت أم قصر، واذا كان الصهاينة يفضلون في سنة 2009 خيار العدوان فإن الفلسطينيين يبقون الاقوى في المقاومة. ------------------------------------------------------------------------