لم تتوقف الأصوات المنددة بالجرائم البشعة المرتكبة في حق سكان قطاع غزة منذ بدء العدوان الوحشي الجائر الذي تجاوز عدد ضحاياه أمس ألف ومائة قتيل وحوالي 5 آلاف جريح، حيث واصلت الأحزاب السياسية ومختلف التنظيمات نداءاتها للتنديد بالمجزرة وحشد الدعم والتضامن المادي والمعنوي مع أهالي غزة المحاصرين. ووقفت مختلف التشكيلات السياسية والتنظيمات في صف واحد للتنديد بالعدوان الإسرائيلي الذي تجاوز كل الحدود والأعراف الدولية وأظهرت منذ البداية تضامنها من خلال تنظيم عدة تجمعات، لقاءات ومسيرات شعبية أكدت موقف الجزائر الثابت تجاه القضية الفلسطينية العادلة. وفي هذا الإطار دعا الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني جهيد يونسي في تجمع نظم أمس بالمركز الثقافي عبد الحميد بن باديس بقسنطينة البرلمانات العربية إلى إصدار قوانين تجرم التطبيع مع إسرائيل منددا بالمناورات العربية الهادفة لإجهاض قمة الدوحة لضرب المقاومة، مثمنا موقف الشعب الجزائري تجاه ما يرتكب من جرائم. ورافع الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني خلال هذا التجمع الذي حضره ممثل سفير فلسطينبالجزائر من أجل نصرة المقاومة بغزة التي كما قال "أحيت الشموخ والأمل في نفوس الأمة"، معربا عن أسفه تجاه "الصمت والتخاذل العربي أمام هذه المجازر واعتبر ممثل سفارة فلسطين في الشرق الجزائري السيد منصور المغربي حرب الإبادة على سكان قطاع غزةبفلسطين "مؤامرة إسرائيلية-أمريكية لقتل الحلم الفلسطيني". من جهته حيا رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني الموقف الرسمي للجزائر وكذا الشعب الجزائري الذي اظهر تضامنا كبيرا مع سكان قطاع غزة، ودعا في تجمع شعبي نشطه بقاعة السينما بوادي الفضة بالشلف إلى رفع الحصار وفتح المعابر لتقديم المساعدات اللازمة لأبناء غزة وكذا وحدة الصف بالنسبة للطرف الفلسطيني. كما نظم تحالف جمعيات وسط الجزائر امس تجمعا بالقاعة متعددة الرياضات ببراقي عبر من خلاله عن تضامنه مع غزة ورفض حرب الإبادة الجماعية ضد الأبرياء العزل من الأطفال والنساء والشيوخ التي ترتكبها الصهيونية الفاشية. من جهتها اغتنمت الأحزاب السياسية نهاية الأسبوع لتنظيم لقاءات وتجمعات عبرت خلالها عن تأثر الجزائريين بما يعانيه إخوانهم في غزة وتضامنهم معهم حيث أكدت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون خلال لقاء بأم البواقي جمع ممثلي الحزب بعدة ولايات بالشرق أول أمس أن الجزائر "وبالنظر لوزنها على المستوى المغاربي والافريقى والعربي والإسلامي" يجب أن تلعب دورها لوقف المحرقة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة المنكوبة، وأدانت بالمناسبة المواقف "المخزية لبعض الدول العربية لمشاركتها في العدوان من خلال الحصار وإضاعة الوقت في إتاحة الفرصة للصهاينة ليجسدوا مشروعهم الإجرامي"، منوهة في مقابل ذلك بمواقف الشعب الجزائري والعربي والإسلامي والعالمي بوعيه بالمخاطر الكبرى للعدوان البربري الصهيوني على الإخوة في فلسطين". ومن ولاية غليزان أكد الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي السيد ميلود شرفي أول أمس على ضرورة التدخل العاجل للمجموعة الدولية بغية وقف نزيف الدم وزهق الأرواح والدمار بقطاع غزة داعيا الأمة العربية إلى تبني موقف موحد من شأنه "المساهمة في وضع حد لجرائم الكيان الإسرائيلي وتحقيق الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط واسترجاع الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية المشروعة". ووجه ممثل "الأرندي" بالمناسبة نداء إلى مختلف الفصائل الفلسطينية من أجل توحيد الصفوف والمواقف وتفادي الصراعات الداخلية خدمة للقضية الفلسطينية. وشارك آلاف المواطنين منهم ممثلون عن المجتمع المدني وعن أحزاب التحالف الرئاسي أول أمس بقسنطينة في مسيرة حاشدة تضامنا مع سكان غزةبفلسطين وقرئ بمدخل دار الثقافة "محمد العيد آل خليفة" بيان مساندة وتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لاعتداء وحشي وأعمى وإبادة جماعية من طرف الجيش الصهيوني. وموازاة مع النشاطات المختلفة التي عرفتها قسنطينة تم بهذه الولاية، جمع أزيد من ألف كيس من الدم في ظرف أربعة أيام لغزة الجريحة حسبما كشف عنه على هامش المظاهرة كما نظم أول أمس الاتحاد الولائي للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية تجمعا شبانيا حاشدا بنفس الولاية وذلك تضامنا مع سكان قطاع غزةبفلسطين حيث ذكر الأمين الولائي للاتحاد السيد مراد بركة في كلمة قصيرة بمعاناة الشعب الفلسطيني عموما وبسكان قطاع غزة خصوصا قبل أن يندد بالاعتداء الوحشي والأعمى للكيان الصهيوني الذي "اقترف أعمالا إجرامية وإرهابية طالت مع دخول الإبادة الجماعية يومها ال20 مئات الشهداء والجرحى من النساء والأطفال والشيوخ". ويرتقب أن يتوجه في غضون الأسبوع المقبل إلى قطاع غزة وفد يتكون من 15 طبيبا أخصائيا جزائريا للمساهمة في تقديم الإسعافات الطبية لضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على المنطقة وذلك استجابة للنداء العاجل الموجه من طرف الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب والذي يطلب فيه رسميا وبصفة استعجالية من الجزائر إرسال وفد من الأطباء المختصين في جراحة الأعصاب والقلب والأوعية وفي علاج الحروق. وقد شرع أول أمس بمعهد باستور بالعاصمة في تجميع كميات الدم التي تبرعت بها مختلف شرائح المجتمع تضامنا مع سكان قطاع غزة حيث عرفت حملة التبرع بالدم التي نظمتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على مستوى ولايات الوطن منذ يوم الأحد الماضي إقبالا كبيرا للمواطنين تضامنا مع الشعب الفلسطينيبغزة. وعبر كل الجزائريين لاسيما الطاقم الصحي عن استعدادهم لتقديم كل الدعم والمساعدة للشعب الفلسطيني، وكان إعلاميون وصحفيون من مختلف وسائل الإعلام الوطنية قد تبرعوا بدمهم الأربعاء الماضي في سياق حملة بادر بها المركز الدولي للصحافة بالجزائرالعاصمة. بدورها أعلنت الغرفة الوطنية للموثقين أول أمس في بيان تسلمت "المساء" نسخة منه عن استنكارها الشديد وتنديدها بالعدوان الصهيوني الهمجي على غزة ودعت المنظمات الدولية والتنظيمات المدنية المهنية "للعمل على الوقف الفوري للعدوان والمجازر الرهيبة التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية والإسراع في تقديم الدعم المادي والمساعدات الإنسانية اللازمة لإغاثة المنكوبين والمصابين والمطالبة بفك الحصار المطبق على أهالي غزة".