مواقف تاريخية سجلناها في اللقاء الإعلامي الذي نشطه السفير الفلسطيني بالجزائر السيد محمد الحوراني وممثل حركة حماس السيد عامر موسى أبو أحمد بمركز الشعب للدراسات الاستراتيجية وحضره جمهور غفير من الصحافيين والإعلاميين والمهتمين بالقضية الفلسطينية، وممثلو الكثير من الهيئات ومؤسسات الدولة وبعض الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، وكان الحضور هذه المرة قياسيا، حيث لم يجد الكثير منهم مقعدا يجلسون عليه وبقوا طيلة اللقاء الذي دام أكثر من ساعتين واقفين، ولم يأخذ منهم التعب أي شيء . الموقف الأول سجله الأستاذ عبد الرحمن بلعياط في تدخله أمام الحضور حيث »رونها« بأتم معنى الكلمة وأشفى غليله وقال كلاما أثلج صدور الحضور الذي غصت به القاعة. الأستاذ عبد الرحمن الذي تحدث بلغة الثوار، خاصة عندما رجع إلى الوراء وبالضبط إلى ثورة التحرير الوطني المجيدة، فاجأ الصحافيين الشباب الذين لا يعرفونه عن قرب، حيث بهت الكثير منهم، وبقيت أعينهم معلقة بهذا الرجل الذي صقلته التجارب، وجعلت منه رجلا ثوريا ومناضلا صلبا لا يلين، بلعياط الذي كان يروح ويجيء بين المنصة ومقعده والميكروفون بيده والعرق يتصبب من جبينه، صب جام غضبه، على كل الذين يقفون حجر عثرة أمام النضال والكفاح الفلسطيني من أجل استرجاع الأرض المغتصبة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين . الأستاذ عبد الرحمن بلعياط والذي فاق سنه 70 سنة عض على أنامله وبكى حظه، لأنه لا يشارك في محاربة هؤلاء المجرمين الذين أعاثوا في الأرض فسادا... الموقف الثاني والذي سيدوّنه التاريخ بأحرف من ذهب هو ذلك العناق الذي تم بين السفير الفلسطيني محمد الحوراني وممثل حركة »حماس« الفلسطينية بعد نهاية اللقاء الإعلامي أمام عدسات المصورين، لقد كانت صورة معبرة بالفعل وناطقة صفق لها الحضور بحرارة وثمنوها، إن هذا الاستقبال بالأحضان والذي يعود فيه الشرف الى جريدة الشعب التي وفّرت الفرصة لإلتئام هذا اللقاء، إن دل على شيء إنما يدل على أن الخلافات الفلسطينية / الفلسطينية، هي مجرد أوهام لا أكثر ولا أقل، وقد أظهر لقاء أمس بجريدة الشعب أن الفلسطينيين يجمعهم كل شيء ولا شيء يفرقهم سوى الأوهام، نأمل أن تزول هذه الأوهام من أذهان إخواننا الفلسطينيين خاصة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به القضية الفلسطينية، التي أصبح يتكالب عليها الأعداء التقليديون أكثر من ذي قبل، ويريد الكثير من الأشقاء بيعها بالمزاد العلني دون حياء أو خجل، ونسوا أن التاريخ سيفضحهم، وسيسجل مواقفهم الانهزامية والمتخاذلة لتبقى لعنة التاريخ تطاردهم، ولنا في التاريخ دروس وعبر كثيرة، فهل يراجع الأغبياء دروسهم، ويعتبرون، أم سيستمرّون في انتهاج سياسة النعامة (.... ) ؟ فيصبحون على ما فعلوا نادمين. حذار إن التاريخ لا يرحم. ------------------------------------------------------------------------