من المتوقع أن يتم الإعلان الرسمي، اليوم، عن مهمة عسكرية للجيش الفرنسي في الساحل تحت مسمى «بارخان»، وذلك تزامنا مع الجولة الإفريقية للرئيس فرنسوا هولاند لكل من تشاد، النيجر وكوديفوار. بارخان ستكون بديلة لعملية «سيرفال» التي نفذتها القوات الفرنسية السنة الماضية لمنع الجماعات الإرهابية من الوصول إلى العاصمة باماكو وطردها من إقليم الشمال بمساندة قوات الإيكواس وأعلن وزير الدفاع الفرنسي قبل يومين عن انتهائها رسميا. المهمة الجديدة تختلف عن سابقتها في أهدافها الأوسع حيث لن يشمل مجال نشاطها إقليم شمال مالي وتمتد إلى غرب إفريقيا بغرض مكافحة الإرهاب وتشتيت حركة التنظيمات وعصابات الجريمة المنظمة. وقبل الخوض في فرص نجاح «بارخان» التي ستجري بالتنسيق مع 05 دول من دول المنطقة، ينبغي العودة إلى الحضور العسكري الفرنسي في شمال مالي منذ ما يزيد عن السنة والنصف، فصحيح نجحت غارات طائرات الميراج في طرد الإرهابيين من الإقليم وعودة الإدارة إلى هناك، لكن شوكة الإرهاب لم تنكسر ولازال تهديدها قائما وبأشكال مختلفة، كما أن الرغبة الفرنسية الملحة في التدخل عسكريا لم تصاحبها ذات الرغبة في مساندة الحل السياسي بين الحكومة والحركات المسلحة، وبقيت في أكثر من مرة تلعب دور المتفرج، وتحرص دائما على اللعب مع جميع الأطراف تطبيقا لمقولة ديغول أنها لا تملك أصدقاء وإنما مصالح عامة، لذلك فالدور الفرنسي في المنطقة لن يكلل بالنجاح إلا إذا انخرطت عن قناعة راسخة في مسار الحوار الشامل والوساطة الرامية إلى تحقيق السلم والأمن في مالي مع التنسيق الأمني الجدي مع دول الميدان. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.