من المفاجآت غير المتوقعة التي حملها التدخل العسكري في شمال مالي إلى حد الآن بروز نجم الجيش التشادي كقوة مؤثرة في مجال محاربة الإرهاب رغم أنه جيش بدائي يتشكل في مجمله من وحدات عسكرية بسيطة بساطة عتاده وتجهيزاته!.. جيش لا يمكنه حتى ضمان حماية حدوده الإقليمية وسيادته الترابية، ومع ذلك فقد حقق نتائج سيذكره بها التاريخ. القوات العسكرية الفرنسية التي حطت بشمال مالي بكل ثقلها وتفوقها العسكري لم تحقق لحد الساعة ما يمكن الإشارة إليه، بينما تمكن أفراد من الجيش التشادي، منذ أسبوع، من القضاء على أحد أمراء الإرهاب بالساحل الصحراوي وهو عبد الحميد أبو زيد، ولم نتوقف كثيرا حينها عند هذا الخبر، وبعد مرور أيام فقط أعلنت القوات التشادية خبرا آخر دوّى صداه أصقاع العالم حيث حمل نبأ مقتل المسؤول الأول عن هجوم تيقنتورين الإرهابي مختار بلمختار، هنا استوقفنا الخبر وتذكرنا أيضا أن القوات التشادية هي التي اعتقلت، منذ سنوات، الإرهابي عبد الرزاق البارا وسلمته للنظام الليبي السابق الذي سلمه بدوره للسلطات الجزائرية باعتباره كان مطلوبا لديها. إن نجاحا هائلا بهذا الحجم قد يكون من باب الصدف الغريبة، كما قد يكون من أبلغ الأمثلة على القول المأثور «يضع قوته في أضعف خلقه»، أو حتى نتيجة بديهية إذا ما سلمنا بأن الجيش التشادي أدرى بشعاب الساحل الصحراوي.. دون استبعاد فرضية أن يكون كل ذلك محصلة لخطة إدارة المعركة من بعيد أو بالوكالة قصد تصوير التدخل العسكري على أنه تدخل إفريقي وليس أوروبيا ما دامت العبرة بالنتائج.. فهل ستصبح القوات التشادية المتواضعة مرجعا في محاربة الإرهاب في الساحل؟!. لذلك علينا دائما البحث عن الحقيقة كاملة.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.