تآمر مفضوح جدا تتعرض له القضية الفلسطينية من قبل صناع القرار في العالم. ويبدو أن الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وقعوا في الفخ الذي نصبه لهم بوش المنتهية عهدته، والذي يحاول الثأر لنفسه من الاطفال الفلسطينيين، بعد صفعة الحذاء التي تعرض لها في العراق. والمتتبع لتصريحات هذا الرجل الذي غادر قبل نحو ثلاثة اسابيع بلاد الرافدين وهو يجر أذيال الهزيمة النكراء وهي الفضيحة التي سيخلدها التاريخ، يعمل اليوم بكل ما أوتي من قوة العقل والمادة، لتدارك الوقت الضائع عن طريق تحريض الكيان الصهيوني وتشجيعه على قتل أكبر قدر ممكن من اطفال ونساء وشيوخ غزة، وكأني بهذا الرجل قد زلت قدماه في مستنقع الجريمة، ولم يتمكن من الخروج منها الا بعد اراقة أكبر قدر ممكن من دماء الفلسطينيين، في حين ان المنطق كان يفترض ان يخرج هذا الرجل الذي يرأس اكبر دولة على الكرة الأرضية بعد ان يعتذر للعالم بصفة عامة والمستضعفين بصفة خاصة عن الحماقات التي ارتكبها في حقهم. امريكا تضغط اليوم وتستعمل نفوذها بقوة من أجل تأخير استصدار قرار اممي يقضي بوقف العدوان الغاشم، والمؤسف ان بعض اعضاء مجلس الأمن والذين يحاولون »التدخل على الخط« بانتقالهم الى المشرق العربي والقيام بزيارات مكوكية بين دوله، يظهر من خلال تصريحاتهم المنحازة للكيان الصهيوني، انهم يخشون من غضب الكوبوي الامريكي، فهم لا يترددون في جعل الجلاد والضحية في نفس المستوى، يتخذون هذا الموقف في الوقت الذي يصرح رئيس الكيان الصهيوني ويقول دون واعز اخلاقي ان اسرائيل قادرة على حماية اطفالها، وذلك نكاية فيما يتعرض له اطفال غزة من ترويع وتقتيل ولم تتمكن حماس الفلسطينية من حمايتهم! والحقيقة التي تدمي القلب هي السكوت المطبق الذي التزمه العرب رغم مرور ثلاثة عشر يوما من القصف الوحشي لغزة ورغم تلك التصريحات النارية والاستفزازية التي يدلي بها مجرمو الحرب في اسرائيل وعلى رأسهم اولمرت وباراك وليفني . هل يعقل ان تقصف طائرات الكيان الصهيوني مدارس ترفع راية الاممالمتحدة ولا احد من احرار العالم يتحرك، بل حتى منظمات حقوق الانسان حشرت رأسها في الرمال حتى لا تشاهد ما يقع، وفي الوقت الذي كان محبو السلام ينتظرون من واشنطن ان »تلتمس« من ربيبتها اسرائيل تجنب مثل هذا العمل الاجرامي، الذي يصنف في خانة الجرائم ضد الانسانية، قالت امريكا: »إنه لا يجب التسرع في اتهام اسرائيل بضرب مدارس تابعة للامم المتحدة« الا يعتبر مثل هذا التصريح استهتارا واستهزاء بالقيم الانسانية والاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية المنشآت المدنية والمدنيين اثناء الحروب ؟ مهما يكن ان النازية الجديدة التي ارتكبت جرائم ضد الانسانية في غزة، ستدفع الثمن غاليا، لانها تعمل على قهر ارادة الشعوب وارادة الشعوب لا تقهر لانها مستمدة من ارادة الله.. وان يوما لناظره لقريب. ------------------------------------------------------------------------