من منا لا يحفظ المقولة الشهيرة للرئيس الراحل هواري بومدين »نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة«. وهل تعلمون أن الهجوم الإسرائيلي على غزة الجريحة المجاهدة، تم يوم 27 ديسمبر ,2008 الذي هو تاريخ وفاة الرئيس هواري بومدين؟ وهل تعلمون أن ما جرى اليوم على أرض فلسطين من تقتيل ودمار وخراب، وتخاذل الدول العربية أمام العدوان الإسرائيلي، كان قد تعرض له بومدين بالتدقيق، وكأنه يعيش بيننا اليوم؟ كيف لا، وهو الذي قال في افتتاح المؤتمر الرابع لقدماء المجاهدين بتاريخ 08 ماي 1973 : ».. لنا واجب آخر، واجب مقدس تجاه القضية الفلسطينية وكل الشعب الفلسطيني الذي شرد من أرضه.. هذا الشعب الذي تكالب عليه العرب والصهاينة في وقت واحد، إن الذين يذبحون الفلسطينيين اليوم ليسوا هم الصهاينة وحدهم ولكنهم الصهاينة والعرب مجتمعين، بل نقول بكل مرارة أن ما تعرض له أبناء فلسطين من العرب يفوق ما تعرضوا له من الصهاينة، وإنها لوصمة عار في جبين الأمة العربية، عندما يذبح أبناء فلسطين بيد العرب وبحجة المحافظة على السيادة الوطنية أو على الأمن الداخلي، وعندما يعتدي الصهاينة على بلد عربي بحجة أن المقاومة الفلسطينية مارست حقها الشرعي. يقع رد الفعل لا على العدو الصهيوني، بل ضد الشعب الفلسطيني. إن ما يحدث اليوم هو وصمة عار في جبن الأمة العربية.. فهم يلطخون أيديهم صباح مساء بدماء المشردين ودماء الأحرار من الفلسطينيين على مرأى من العالم أجمع، هذا العالم الذي يتفرج على المأساة ولا يكتفي بعدم استنكارها، بل يدافع عن المعتدي...«. هذا ما قاله الرئيس الراحل هواري بومدين ولست أنا الصحفي البسيط، الذي قد يخطيء في تقديراته واستشرافاته بسبب نقص الخبرة السياسية وقلة الرصيد التاريخي... فعندما نقيس ما قاله بومدين مع واقع العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وواقع الأمة العربية المتخاذل، يظهر لنا وكأن التاريخ يعيد نفسه .. فتتكرر الهزائم وتستمر المأساة، ونعيش أمواتا، كما قال الشاعر : »من عاش في ذل فذلك ميت ومن مات عن فضل فذلك خالد« فماذا تنتظر الحكومات العربية من اليهود وأمريكا والغرب عامة.. إنهم لا يحبون، بل يكرهون العرب والمسلمين دون استثناء ومنذ الأزل.. وتاريخنا حافل بالذكريات السيئة.. ولنا عودة إلى أقوال بومدين السارية المفعول ------------------------------------------------------------------------