دعا وزير الفلاحة والتنمية الريفية، عبد الوهاب نوري، أمس، من قسنطينة، مديريات الفلاحة والإدارات التابعة لها، إلى ضرورة التحسيس الفعال للمربين والموالين للقيام بواجبهم في محاصرة وباء الحمى القلاعية حتى لا تنتشر بسرعة عبر كافة أرجاء الوطن وتتسبب في خسائر فادحة في قطعان البقر. واعتبر الوزير، الذي قام بزيارة تفقدية إلى قسنطينة، قادته إلى كل من المخبر البيطري الجهوي بالخروب وكذا المذبح البلدي بذات البلدية، أن مسؤولية المربين والموالين تبقى قائمة، حيث يقع عليهم واجب إخطار الجهات المعنية وبسرعة في حال ظهور أعراض المرض لاتخاذ الإجراءات الكفيلة للقضاء عليه وتفادي الخسائر المحتملة. مؤكدا في ذات السياق، أن الدولة ترافق هذه الشريحة بالقدر الكافي الذي يضمن حقوقهم المادية، إذا ما تمت العملية طبقا لما يقتضيه القانون وفي الآجال المحددة. وعن مدى سيطرة الوزارة حتى الوقت الراهن على هذا الوباء، الذي سجلت أولى الإصابات به في بلدية بئر العرش بولاية سطيف، قال الوزير إن كل الإجراءات الكفيلة بمحاصرته والقضاء عليه تم اتخاذها وأن عمليات التلقيح الوقائية متواصلة، حيث وفّرت الوصاية مليون لقاح للتعجيل في هذه العملية التي يجب أن تتكاتف فيها الجهود للقضاء عليه. كما أكد الوزير، أن إدارته اتخذت العديد من التدابير الوقائية ومنها عدم نقل أو تنقل رؤوس الأبقار والماشية من ولاية إلى أخرى، إلا بترخيص من البيطري المختص وتحت طائلة العقاب، وهذا حتى لا يتفشى هذا المرض، لأنه، بحسب تحريات الوزارة، فإن المرض كان قد انتقل إلى ولايات أخرى عن طريق ولاية سطيف. كما ذكر عبد الوهاب نوري من جهة أخرى، أن تربية أي نوع من الحيوانات يجب أن تتبع فيه كل الشروط التي يتطلبها القانون، حتى لا تقع صحة المواطن في خطر، مشيرا أن عمليات الاستيراد من الخارج لابد أن تخضع هي الأخرى إلى مراقبة صارمة لحماية حياة المستهلك. الجدير بالذكر، أن وباء الحمى القلاعية، الذي ظهر منذ أيام في سطيف ومس حتى الآن 8 ولايات أخرى وهي (باتنة، البويرة، المدية، بجاية، تيزي وزو، قسنطينة، الجزائر وخنشلة)، كانت حملة الوقاية منه قد انطلقت في غضون شهر ماي المنصرم لتلقيح حوالي 750 ألف رأس من البقر، كما اتخذت في نهاية شهر أفريل الماضي جملة من الإجراءات الوقائية الخاصة على مستوى ولايات الشرق، غير أن تفشي هذا الوباء كان أسرع من ذلك، لعدم اتخاذ الاحتياطات المناسبة في نقل رؤوس الأقر بين البلديات والولايات. ...ويؤكد في ندوة صحفية بسطيف: الموالون والمربون يتحملون مسؤولية استيراد أبقار مريضة انتقد عبد الوهاب نوري، وزير الفلاحة والتنمية الريفية، بشدة، الموالين ومربي البقر والمواشي الجزائريين، على انعدام الأخلاق والقيم لدى البعض منهم، من خلال القيام بعمليات استيراد أبقار مريضة بمرض الحمى القلاعية إلى بلادنا، دون التصريح بذلك، وهمّهم في ذلك إلا الربح السريع، دون الاكتراث بما قد يلحقه ذلك من أضرار بليغة بالاقتصاد الوطني. وذكر الوزير، في الندوة الصحفية التي عقدها بدائرة بئر العرش، الواقعة على بعد 40 كم، شرق عاصمة الولاية، في إطار الزيارة العملية والتفقدية التي قادته، أمس الأحد، لولاية سطيف، أن زيارته للمنطقة جاءت للتحاور مع المسؤولين والموالين بالجهة حول انتشار مرض الحمى القلاعية، والذي تسبّب مؤخرا في هلاك مئات الأبقار، ويعرف، بحسبه، انتشارا في ولايات أخرى. وقال إن المرض بدأ انتشاره بتونس، منذ حوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر، متسبّبا في خسائر فادحة هناك. وحين ظهوره، بحسب الوزير، اتخذت وزارته كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة الموقف وتضييق انتشاره، وأنه تم بالمناسبة تلقيح أزيد من مليون رأس من البقر للتحكم في انتشاره السريع، خاصة في الولايات الحدودية الشرقية للبلاد. وبحسبه، لو لم تكن هذه الإجراءات لحدثت كارثة حقيقية بأتم معنى الكلمة، مذكرا في نفس الصدد بانتشار نفس المرض سنة 1999 بنفس المنطقة، موجها بالمناسبة انتقادا شديدا للمربين الذين لم يلتزموا بالقواعد الاحترازية. وأشار، إنه تم اتخاذ إجراءات أخرى مثل غلق أسواق الماشية بالجهة، ومنع نقل الحيوانات إلا بإذن الطبيب البيطري، حتى يتم نقله مباشرة إلى المسلخ. يذكر، أن منطقة بئر العرش، المعروفة وطنيا بتربية الأبقار، عرفت وتعرف في المدة الأخيرة انتشار وباء الحمى القلاعية الذي تسبّب في هلاك مئات الرؤوس، رغم حملات التلقيح التي باشرتها المصالح البيطرية لمديرية الفلاحة. كما أن المرض ينتشر في بلديات أخرى مجاورة. وجاءت الزيارة الوزارية للوقوف على الوضع والدفع بالإجراءات الوقائية إلى الأمام لمحاصرة الوباء. سطيف: نورالدين بوطغان