كشف وزير الموارد المائية حسين نسيب، أمس، عن مشروع طموح ذي بعد وطني خاص بتهيئة المنطقة الجنوبية من صحراء خنشلة، من خلال رصد 3300 مليار سنتيم، ناهيك عن ميزانية إضافية ستساهم بتوسيع المساحات المسقية بها إلى 150 ألف هكتار، في إطار برنامج الحكومة المسطر في هذا الخصوص، ما سيجعل منها محيطا أنموذجيا مستقبلا، لاسيما في ما تعلق بإنتاج الحبوب. وبحسب الوزير، تظهر أهمية هذا المشروع في علاقته الوطيدة بالأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، بالنظر لما يتوفر عليه المحيط من إمكانات تسمح بإنتاج 5 ملايين قنطار من القمح سنويا، بحسب ما أكده بعض العارفين بالمنطقة، ومن ثم سيتم التجند لتوفير كل الشروط من كهرباء وآبار عميقة وشبكة طرق، بالتعاون مع كل المتدخلين، لاسيما بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية. وكشف نسيب في هذا السياق، عن تدعيم المحيط بعدة مشاريع لاستغلال الوفرة المائية بهذه المنطقة في السقي عبر بناء ثلاثة سدود في الجهة الشمالية لهذا المحيط خلال الثلاثي الأخير من سنة 2015، يتعلق الأمر بسد ملاقو ببوحمامة وسد الولجة وسد وادي الميتة ببلدية بابار. يضاف إلى ذلك، إنجاز 231 بئر بعضها عميقة لتوسيع المساحات المسقية بصحراء النمامشة، و500 كلم من المسالك وألف كلم من خطوط الكهرباء، مشيرا إلى تجنيد معدات وتهيئات أخرى تدخل في إطار هذا المشروع وهي الإمكانات التي يعول عليها لإعطاء الحياة وبعث المشروع الطموح للوجود. وبغية ضمان تحكم أكبر وتسيير أنجع لهذا المشروع والذي تتجاوز أهميته الإمكانات المحلية، أعلن الوزير عن إسناد تسييره كلية إلى الديوان الوطني للسقي من خلال إنجاز مديرية كبيرة على مستوى هذه المنطقة والتي سيتم تحويلها فيما بعد إلى وحدة تتولى تسيير واستغلال المحيط عبر تجنيد طاقات فنية لهذا الغرض. وأوضح المسؤول الأول عن القطاع، أن إسناد تسيير هذا المشروع إلى الديوان الوطني للسقي، الطريقة الأنجع لتسيير هذا المشروع الضخم المندمج الذي سيدفع بقدرات البلاد، لاسيما على الصعيد الفلاحي والوصول إلى مردود كبير جدا بالاعتماد على طرق السقي الحديثة، بدلا من انتظار الأمطار الموسمية، بالإضافة إلى ما سيحدثه من مناصب شغل لأبناء المنطقة، مؤكدا تفاؤله بما يحمله من آثار إيجابية على كل الأصعدة بالولاية. وفي المقابل، سمحت الزيارة التفقدية التي قادت الوزير إلى ولاية خنشلة، بالاطلاع على عديد المشاريع بمنطقة الميتة، منها إنجاز سد بوادي الراخوش ببلدية شاشار بقدرة استيعاب 12 هكتومترا مكعبا والمسجل ضمن الشطر الأخير لبرنامج المخطط الخماسي 2010-2014، لينهي زيارته في بلدية يابوس، حيث اطلع على مشروع إنجاز سد «تاغاريت» بسعة 5.7 متر مكعب الذي سيزود المنطقة وما جاورها بالماء الشروب.