برمجت مديرية الموارد المائية بولاية خنشلة خلال المخطط الخماسي 2010 /2014 إنجاز 5 سدود و24 مجمعا مائيا. وحسب أحد إطارات المديرية المتابعين لملف إنجاز العمليات والمشاريع، فإن المشروع الوحيد الذي انطلقت فيه الأشغال يخص إنجاز سد تاغريست ببلدية يابوس ليضاف إلى السدين الاثنين اللذين تتوفر عليهما الولاية بكل من بابار وقايس. وسوف تسمح هذه الموارد المائية عند إنجازها بتوسيع المساحات الفلاحة المسقية التي لا تزال محدودة أساسا في زراعة تكثيف الحبوب والخضروات. سد تاغريست الذي شرع في إنجازه بمنحدرات الجبال والغابات ببلدية يابوس تقدّر طاقة حجزه للمياه ب 9 مليون متر مكعب في السنة، منها 7 ملايين دائمة التعبئة لسقي 500 هكتار من بساتين الأشجار المثمرة ببلدية يابوس التي عرفت توسعا في السنوات الأخيرة بفعل برامج الدعم الفلاحي وأراضي فلاحية ببلدية تاوزيانت المجاورة لها وذلك استنادا إلى مصالح مديرية الري بالولاية. كما سيوفر سد الولجة بمنطقة الصحراء بجنوب الولاية، حسب الدراسة النظرية التقنية التي قامت بها مصالح الوكالة الوطنية للسدود بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية بالولاية، 57 مليون متر مكعب في السنة وذلك عن طريق استغلال مياه وادي العرب الكبير الذي يمتد إلى حدود بلدية خنقة سيدي ناجي بولاية بسكرة. أما سد ملاقو المقترح ببلدية طامزة بطاقة 50 مليون متر مكعب بإمكانه سقي مساحات فلاحية واسعة عند إنجازه، حسب مصالح مديرية الموارد المائية بالولاية. ويتراوح حجم المياه ببقية السدود الأخرى المقترحة للدراسة ما بين 3 إلى 4 ملايين متر مكعب في السنة كسد الأزرق وسد وادي الحمير وسد الراخوش. كما يوجد قيد الدراسة التقنية 24 مجمعا للمياه لتسخير أزيد من 1200 متر مكعب في السنة لسقي مساحة إجمالية تقدر ب300 هكتار من الأراضي الفلاحية بعدة جهات ريفية بالولاية. للإشارة، تحتوي ولاية خنشلة على سدين الأول ببابار بطاقة 43 مليون متر مكعب في السنة منها 12 مليون دائمة ويسهم في سقي 750 هكتار من الأراضي المحيطة به، ولا تتعدى طاقة السد الثاني بقايس جراء الأوحال والطمي 3 مليون متر مكعب في السنة إلى جانب 10 مجمعات للمياه بطاقة 640 متر مكعب مستغلة في ري 140 هكتار، علما أن الشبكة الهيدروغرافية بالولاية تتكون من 3 مصبات كبرى للمياه السطحية المتأتية من أودية بكل من وادي ملول ووادي العرب الكبير وأخيرا وادي بجر بحجم إجمالي يقدر ب 169 هكتومتر مكعب في السنة لا يستغل منها سوى 5 هكتومتر مكعب في السنة، الأمر الذي يستدعي إنجاز المزيد من السدود ومجمعات المياه للتحكم في المياه السطحية بالولاية. ومن جانب آخر، يستغرب سكان منطقة فرنقال، الواقعة على مشارف مدينة مقر عاصمة الولاية، صمت الجهات المسؤولة إزاء الكميات الكبيرة من مياه منبع عين فرنقال الشهيرة، التي تتدفق من عمق الجبال بقوة كبيرة ويذهب جزء كبير منها في الأودية التي تمر على بلديات انسيغة خنشلة لتختلط بمياه الصرف الصحي لتصل إلى بلدية بغاي، والتي تتطلب ضرورة التفكير بالاعتناء بها واستغلال الكميات الكبيرة من هذه المياه العذبة سواء بتحويلها إلى خنشلة أو إنجاز سدود صغيرة لسكان المنطقة لاستغلالها في السقي الفلاحي. وفي سياق ذلك، أعلنت الوكالة الوطنية للسدود، يوم أمس الأول، عن مناقصة وطنية ودولية صدرت بعدة جرائد وطنية لإنجاز دراسة سد الراخوش بششار، وهو خبر أثار فرحة مواطني المنطقة الذين يعتبرون هذا المشروع بالحلم ومطلب طال أمده منذ 40 سنة في انتظار إنجازه لتحويل المنطقة إلى جنة خضراء لخصوبة أراضيها وكثرة بساتينها وأشجارها المثمرة من مختلف الأنواع وخاصة النخيل والتين والرمان والتين الهندي.