أكّد الممثل المسرحي والسينمائي أحسن خرابي ل "الشعب"، أنّ الدبلجة على الرغم من دورها في نقل الإنتاج السينمائي الدولي إلى الجمهور العريض دون حاجز اللغة، قد كانت لها نتائج عكسية على إنتاج الفيلم الأمازيغي، حيث ساهمت في قتل الروح الإبداعية في هذا النوع من الأفلام التي تراجعت في السنوات الأخيرة، مقابل محاولات محتشمة لترجمة بعض الأعمال الفنية لم ترق إلى المستوى المطلوب، كما لم تمس إبداعات السينما الجزائرية والعالمية التي تستحق دبلجتها إلى الأمازيغية. انطلق الممثل أحسن خرابي في تشريحه لموضوع الدبلجة إلى اللغة الامازيغية من بدايتها الأولى، مؤكدا بقوله: "لقد كانت عبارة عن ترجمة للأفلام الكارتونية والرسوم المتحركة الموجهة للأطفال نتيجة غياب قنوات تلفزيونية متخصصة أو ناطقة بالأمازيغية، أغلبها أعمالا مقرصنة دون وعي من أصحابها بحقوق التأليف والإنتاج ونظرة المشرع القانوني لهذا الجانب، ثم بدأت أعمال الدبلجة تلقى رواجا لكن في غياب آو قلة الوسائل والمختصين، إضافة إلى بعض الإسهامات البسيطة التي كانت تقوم بها القناة الإذاعية الثانية لكنها غير كافية ولم تكن تلبي حاجيات وأذواق الجمهور الامازيغي المتزايدة..". وأضاف بالقول: "مع ظهور القناة التلفزيونية الرابعة الناطقة بالامازيغية توسعت نوعا ما عملية الدبلجة لبعض الأفلام الجزائرية والعالمية لكن ليس بطريقة احترافية، رغم ذلك فهي مبادرات مشجعة ساهمت في تنشيط الساحة المحلية وملء الفراغ الذي تركه المنتجون، لأن وجود عمل سينمائي مدبلج أفضل من عدمه، وهو ما سمح بدبلجة أكثر من عشرينا فيلما إلى اللغة الامازيغية، رغم ذلك فعملية الدبلجة ليست حلا لازمة الإنتاج في ظل غياب الصناعة السينمائية في الجزائر، كما أنها خدمت المشاهد أكثر من المنتج والممثل في نفس الوقت..". وعن أهم المقترحات والحلول الممكنة لتجاوز محاولات الدبلجة على حساب الإنتاج والصناعة السينمائية، أكّد الممثل أحسن خرابي بالقول أنّ عملية الدبلجة مفيدة وضرورية في حالة وجود أعمال وأفلام سينمائية عالمية سواء جزائرية أو أجنبية خاصة التاريخية منها كفيلم معركة الجزائر، الشيخ بوعمامة وغيرها، لأنه من الضروري توسيع المشاهدة للجمهور الناطق بالامازيغية من اجل خدمة الثقافة الوطنية والتاريخ الجزائري، في حين لا تشكل الأعمال الدرامية والاجتماعية الروتينية التي لا تتطلب إمكانيات مادية ضخمة ووسائل متخصصة، حاجة لدبلجتها إنما تشجيع المنتجين على تقديم أفلام مشابهة وبثقافة محلية تعبر أكثر عن خصوصية المجتمع الامازيغي..كما انتقد أيضا غياب نسخ أمازيغية لبعض الأفلام الجزائرية التاريخية المنتجة حديثا منها فيلم مصطفى بن بولعيد.