وصف الممثل احسن خرابي صاحب دور "رابح" التاجر المتنقل في فيلم لالة فاطمة نسومر، ما يعيشه الفيلم الأمازيغي من خمول، هو جزء لحالة عامة من الركود والتراجع تعيشه السينما الجزائرية التي فقدت بحسب الممثل دورها الرائد في العالم الثالث، الذي اكتسبته خلال أكثر من عشريتين لأسباب عديدة ومتداخلة ربطها بغياب إستراتيجية واضحة للقائمين على الشأن الثقافي من أجل إعادة بعث هذا النشاط الثقافي والاقتصادي. اعترف الناشط المسرحي والسينمائي احسن خرابي صراحة في حديثه ل "الشعب" عن قلة إنتاج الفيلم الأمازيغي المحترف، ما عدا عدد من الأفلام المقدمة حاليا التي لا تتعدى أصابع اليد، ويتعلق الأمر بفيلم "جبل باية" للمخرج الراحل عزالدين مدور، وفيلم "لالة فاطمة نسومر" للمخرج بلقاسم حجاج، وبعض الأفلام الأخرى التي حاولت نقل جزء من التراث الثقافي والتاريخي الأمازيغي والتعريف به محليا ودوليا كجزء من الهوية والثقافة الجزائريتين، معتبرا إياها تجربة ناجحة جدا لكنها وللأسف يقول الممثل لم تكتمل وبقي الفيلم الامازيغي يراوح مكانه رغم المحاولات التي قامت بها عدة جهات ثقافية، للحفاظ على هذا المكسب والاستمرار في نفس المنوال عن طريق تقديم أعمال فنية راقية للجمهور العريض المتشوق لمعرفة مزيد من العمق الثقافي الامازيغي. وعن أهم العقبات التي اعترضت الانطلاقة القوية للفيلم الامازيغي المحترف، علق أحسن خرابي بالقول:«هي كثيرة أبرزها غياب التمويل"، مشيرا إلى أنّه لا يمكن الاعتماد فقط على إعانات الدولة في تقديم أعمال فنية تعالج بعض الجوانب التاريخية للحضارة الامازيغية، مثل فيلم لالة فاطمة نسومر، التي تعتبر من أبرز الشخصيات الجزائرية التي واجهت الاستعمار الفرنسي، إلى جانب الشخصية الثورية الأخرى بوبغلة. وأضاف أنه في وقت تحولت فيه السينما إلى صناعة قائمة بذاتها في الدول المتقدمة، وبالتالي فإن مسألة إعادة إحياء وبعث الإنتاج السينمائي الامازيغي وترقيته، خاصة في جانبه الاجتماعي يتطلب عدة إمكانيات مادية وبشرية منها وجود أستوديو مخصص للإنتاج، فنانين وممثلين محترفين، إضافة إلى السبونسور الذي يشرف على عملية إنتاج الفيلم الامازيغي وتسويقه، خاصة وأنّ إنتاج فيلم محترف يكلّف حوالي 40 مليار سنتيم. ولدى رده على سؤال "الشعب" حول إشكالية اللغة وغياب النصوص السينمائية المترجمة التي تعاني منها السينما الجزائرية ككل وليس فقط الفيلم الامازيغي، نفى الممثل احسن خرابي أن تكون اللغة الامازيغية عائقا أمام الممثل مقدما مثال بفيلم لالة فاطمة نسومر، التي لعبت فيه دور البطلة فنانة لبنانية، وكذا بالنسبة لدور القائد بوبغلة الذي جسّده فنان مغربي، حيث تمّ تلقين وحفظ الحوار الزمني في مدة لا تتجاوز شهرا، في حين تبقى مسألة إيجاد فنانين ومخرجين محترفين ونصوص جزائرية جاهزة مشكلة عويصة زادت من تعثر الفيلم الامازيغي حسب قوله. في تقييمه لدور المحافظة السامية للفيلم الامازيغي التي تقوم بعدة مجهودات ومهرجانات سنوية لاكتشاف المواهب وتشجيع الإبداع لدى المحترفين والهواة على السواء، أكد محدثنا أنّ المحافظة تقوم بمجهودات مشجعة لكنه اعتبر المهرجانات المنظمة إعلامية أكثر منها تحفيزية بمعنى غياب المبادرات المشجعة للممثلين والمخرجين المشاركين، وحتى كتاب النصوص مقترحا في الأخير عدة حلول للنهوض مجددا بالقطاع منها تنظيم مسابقة خلال كل مهرجان لاختيار أحسن نص سينمائي تتبناه المحافظة وتقوم بتمويله حتى نضمن على الأقل إنتاج واحد كل سنة، ونقترب من المبادرات التي يقوم بها العديد من المخرجين على مستوى الإنتاج التلفزيوني الذي حقق قفزة نوعية في السنوات الأخيرة على عكس الفيلم السينمائي وفق رواية الممثل.