طالب عشرات الفلاحين بمناطق الفحول، المقامات ومغنية وسهلي بني واسين و الحناية من وزير الفلاحة، التدخل العاجل من أجل فتح تحقيق مع منتجي بذور البطاطا والممونين، بعدما تم تمويلهم ببذور لم تنمو لحد الآن رغم غرسها منتصف شهر أوت الماضي، وفي ظروف زراعية ملائمة. وأشار الفلاحون إلى أن هذه البذور تحمل اسم «ديامو»، و تعرف بمردودها الجيد ونوعيتها الممتازة لم تنمو وتسببت لفلاحي منطقة الفحول في خسارة العشرات من الهكتارات، حيث قدر ثمن القنطار الواحد بأكثر من 6000 دج. و نمت بعض البذور بطريقة غير جيدة بكل من سهل الحناية ومنطقة المقامات، حيث أشار الفلاح بن درمل العز إلى أن العشرات من الهكتارات التي زرعت بالبطاطا من نوع «ديامو» لم تنمو. وأرجع الفلاحون سبب المشكل إلى نوعية البذور التي لم تحترم فيها شروط التخزين حسب العارفين بشعبة البطاطا، حيث ذكر أحد المختصين أن الممونين لم يحترموا درجات الرطوبة والحرارة، خاصة خلال الفترة الممتدة من أواخر جويلية إلى منتصف أوت، ما قضى على الرشيم . من جهتهم الموزعون اتهموا الفلاحين بسوء اختيار الأرضية بعدما كرروا عملية زرع البطاطا في نفس المكان الذي زرعت فيه خلال الموسم السابق، وهو ما يمنع النمو الحسن للبذور خاصة وأن أماكن أخرى زرعت فيها نفس البذور ونمت بطريقة عادية، الأمر الذي اعتبره الفلاحون ذر الرماد في الأعين، مؤكدين أن البذور التي نمت هي بذور كانت مخزنة وفقا لشروط مطابقة. من جهة أخرى، اهتزت منطقة مغنية خاصة وسهل بني واسين على نفس الفضيحة التي يعتبرونها الثانية بذات المنطقة بعد البذور التي مونوهم بها السنة الماضية، والتي ظهرت أنها مصابة بداء «الميديو» ما تسبب لهم في خسائر كبيرة، وأشار الفلاحون إلى أن هذه البذور لم تنمو رغم استفادتها من السقي والظروف الملائمة والمبيدات، ما يؤكد عدم صلاحيتها فيما نمت نسبة صغيرة منها في أماكن متفرقة ما يدل على أن المشكل مشكل تخزين وعدم ملاءمته. وطالب ممثلو الفلاحين من وزير الفلاحة التدخل العاجل، من أجل وقف التلاعب بمصلحة الفلاحين ومراقبة البذور لضمان مردود جيد، حيث سبق وأن اهتزت مدينة صبرة السنة الماضية على بذور شعير مغشوشة تبين فيما بعد أنها استعملت في صناعة الجعة وحولت للفلاحين من قبل ممونين دون محاسبتهم، كما عرفت مدينة مغنية السنة الفارطة تزويد فلاحيها ببذور مصابة بداء «الميديو» من قبل ممون من ولاية مستغانم، ليبقى الفلاح هو الضحية الأول والمستهلك الضحية الثاني خاصة في ظل ارتفاع أسعار البطاطا إلى أكثر من 80 دج، بفعل نقص الإنتاج الناجم عن الغش في البذور. من جهة أخرى، أشارت معطيات أخرى إلى أن الفلاحين رفعوا دعوى قضائية ضد الممونين، للمطالبة بالتعويض عن الخسائر التي تكبدوها جراء تموينهم ببذور فاسدة.