ما تزال الآلة الهمجية الصهيونية التي اصابها الجنون والعمى تكثف من قصفها لابادة اكبر قدر ممكن من الفلسطينيين وهو هدفها الجوهري رغم تأكيدها بان هدفها حماس، تحصد يوميا عشرات الشهداء والجرحى حيث تجاوز عددهم الالف شهيد، وفي غضون ذلك ما يزال الشارع العربي يستشيط غضبا على الوضع الماساوي لسكان غزة لا سيما بعدما تجاوز الصهاينة كل الخطوط الحمراء بقصفهم للمستشفيات والمقابر، وفي الجزائر تواصل الطبقة السياسية استنكارها للمجازر اليومية المقترفة من طرف اسرائيل التي تحاول عبثا افشال المقاومة التي نالت منها. وشددت لويزة حنون الامينة العامة لحزب العمال على ضرورة لعب الجزائر دورها في وقف المحرقة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني لا سيما وانه لها وزن على المستوى المغاربي والافريقي والعربي والاسلامي، كما نوهت بالمواقف الجزائرية، وبالمقابل ادانت الموقف العربي الذي وصفته بالمخزي كون بعض الدول العربية شاركت في العدوان من خلال »الحصار وتضييع الوقت في اتاحة الفرصة للصهاينة ليستكملوا مشروعهم الاجرامي. من جهته، دعا ميلود شرفي ممثل التجمع الوطني الديمقراطي »الارندي« المجموعة الدولية للتدخل العاجل من اجل وقف النزيف الدموي وازهاق الارواح والدمار بقطاع غزة، كما وجه نداء للامة العربية لتبني موقف موحد من شأنه وضع حد لجرائم الكيان الصهيوني وتحقيق الامن والاستقرار بالشرق الاوسط واسترجاع الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية المشروعة. ولم يفوت شرفي المناسبة لدعوة كل الفصائل الفلسطينية من اجل توحيد الصفوف والمواقف وتفادي الصراعات الداخلية خدمة للقضية الفلسطينية التي تستمد قوتها من وحدتها. وبالموازاة مع اشراف قادة مختلف التشكيلات السياسية على تجمعات شعبية تضامنية مع سكان غزة على وجه التحديد والفلسطينيين عموما، ما يزال الجزائريون يخرجون الى الشوارع بطريقة عفوية للتعبير عن تعاطفهم من الفلسطينيين واستنكارهم للجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها اسرائيل للاسبوع الثالث على التوالي في ظل تواطؤ دولي صارخ وصمت عربي مخزي. ففي قسنطينة تم جمع ازيد من الف كيس دم في ظرف 4 ايام بفضل الهبة التضامنية لسكانها تحت اشراف الاتحاد العام للعمال الجزائريين بالتنسيق مع المركز الاستشفائي الجامعي بقسنطينة، فيما اكد مدير الشؤون الدينية والاوقاف بولاية تيزي وزو اقتطاع مبلغ مليوني دولار من الصندوق الوطني للزكاة لفائدة ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة. واحتضن مقر الاتحاد الولائي للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية تجمعا شبانيا حاشدا بقسنطينة تضامنا مع سكان قطاع غزة وتوقف ممثل الاتحاد مطولا عند معاناة الفلسطينيين اليومية الناتجة عن العدوان الهمجي الصهيوني. ويتوجه وفد طبي مكون من 15 طبيبا الى غزة هذا الاسبوع، ولعل ما يميز الوفد ان كل الاطباء مختصون ويأتي تنقلهم تلبية للنداء العاجل الموجه من طرف الامانة العامة لاتحاد الاطباء الجزائريين المختصين، مع العلم ان الاطباء مختصون في جراحة الاعصاب والقلب والاوعية وفي علاج الحروق، كما وجه الامين العام المساعد لاتحاد الاطباء العرب نداء للتبرع بالتجهيزات الطبية ووسائل الاسعاف الاولي. وفي نفس السياق تم الشروع في جمع كميات الدم بمعهد باستور بالعاصمة التي تبرعت بها مختلف الشرائح من اجل حفظها وارسالها في ظروف جيدة الى سكان غزة، مع العلم ان العملية تتواصل بها اليوم ايضا. من جهته دعا الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية اول امس جميع الحكماء والعقلاء من دعاة الامة الاسلامية الى تكثيف المساعي في سبيل ايقاف الكارثة التي يشهدها قطاع غزة جراء العدوان الاسرائيلي. وبعدما اشار في بيان له بانه يتابع باستياء ما يجري في قطاع غزة من ابادة وتنكيل امام مراى من الاخوة والاعداء، ادان المشهد الماساوي المخزي واهاب بالحكماء والعقلاء في الامة الاسلامية لتكثيف المساعي لايقاف الازمة وراب العمل الدبلوماسي المتعثر، وازاء ما يشهده القطاع من عدوان اسرائيلي اضاف الاتحاد في بيانه فانه يستهول الوضع الهمجي الذي لا تقره الشرائع ولا الاعراف وليس من اداب الحرب مؤكدا ان العدوان لا يبقي خطا ولا هامشا للسلم والصلح. ------------------------------------------------------------------------