تجاوزت حصيلة الشهداء في اليوم التاسع عشر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عتبة الألف شهيد الرقم الذي يحمل رمزية خاصة في الحروب والنزاعات. فقد توالت أمس قوافل الشهداء بعدما سقط العشرات من الفلسطينيين قتلى وأصيب العشرات الآخرين في مناطق متفرقة من القطاع التي تعرضت إلى قصف مدفعي وجوي إسرائيلي مكثف على غرار بيت لاهيا وشرق جباليا ومنطقة التفاح وشيخ عجلين وشيخ الرضوان. وكثفت آلة الدمار الإسرائيلية في اليوم التاسع عشر من حربها الجائرة على قطاع غزة من قصفها البري والجوي والبحري مخلفة سقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين بين شهداء وجرحى وتاركة خرابا ودمارا هائلا في مشهد عمّ مختلف قرى ومدن القطاع من شماله إلى جنوبه. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت فجر أمس بين عناصر المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي تحاول اقتحام مدينة غزة في وقت واصلت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها على مختلف مدن جنوب القطاع وان خفّت حدتها من وقت إلى آخر في شمال القطاع مقارنة بالأيام السابقة. ولم تتوقف المدفعية الإسرائيلية والطيران الحربي على قصف معظم المناطق المأهولة بالسكان طيلة يوم أمس وسط استمرار مقاومة شرسة لمختلف الفصائل الفلسطينية. وفي هذا السياق أعلنت كتائب عز الدين القسام عن تمكنها من اقتحام منزل في منطقة التوام شمال غرب غزة كانت تحتمي به قوة صهيونية حيث قتلت عددا من هذه القوة وإصابة عدد آخر كما قنصت جنديا صهيونيا غرب حي الإسراء شمال مخيم الشاطئ. وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن مقاتليها خاضوا اشتباكات عنيفة أول أمس مع قوة بحرية إسرائيلية خاصة قرب بحر منطقة الزاويدة وسط قطاع غزة وقال بيان لسرايا القدس أن مقاتليها حققوا عدد من الإصابات المباشرة في صفوف جنود الاحتلال. وكانت المقاومة الفلسطينية أكدت أن مقاوميها تصدوا خلال الأيام الثلاثة الماضية لعمليات انزال بحرية إسرائيلية قبالة شواطئ مدينة غزة ومدينة دير البلح وسط قطاع غزة واشتبكوا مع قوات الاحتلال وأجبروها على التراجع. واعترفت قوات الاحتلال بإصابة عشرة من جنودها فقط في معارك متفرقة مع المقاومة الفلسطينية بغزة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء وقالت مصادر إعلامية أنه كان من بين الجرحى قائد الكتيبة 101 التابعة لوحدة المظليين وخمسة من جنود الكتيبة، فتح مقاومون النار عليهم أثناء عملية تمشيط. وذهب وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلى القول أن هذه الحرب الهمجية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 20 يوما قد حققت معظم أهدافها ولكن ليس كلها. ويبدو أن وزير الدفاع الإسرائيلي الذي يسعى إلى إظهار النصر على حساب المدنيين الفلسطينيين لم يعد يفرق بين الأهداف التي يتم تحقيقها في معركة متكافئة بين جيشين متكافئين ومعركة يقودها ضد مدنيين عزل لا يملكون حتى قوت يومهم. والأرجح أن الأهداف التي يدعي باراك انه تم تحقيقها تتعلق بقصف منازل المدنيين والمنشآت المدنية وهو ما تؤكده الصور التي تبثها مختلف قنوات العالم من دمار وخراب هائل عم معظم أنحاء قطاع غزة، والأكثر من ذلك تتعلق باستشهاد 1000 فلسطيني نصفهم من النساء والأطفال. وحتى وان حاولت إدارة الاحتلال التغطية على جرائمها المقترفة في القطاع فإن استمرار إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية يبقى أبلغ دليل على أن هذه الحرب لم تحقق أيا من أهدافها المسطرة وحتى تلك المعلنة في القضاء على المقاومة الفلسطينية ووضع حد لإطلاق الصواريخ انطلاقا من القطاع ضد إسرائيل لكنها حققت هدفا واحدا بإبادة السكان المدنيين في قطاع غزة. وواصلت المقاومة الفلسطينية عمليات إطلاق الصواريخ التي تهاطلت على عدد من المستوطنات الصهيونية المجاورة وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة الإسلامية "حماس" أمس قصفها لمدن المجدل وبئر السبع وأسدود المحتلة بصواريخ غراد ومستوطنات مفتاحيم والعين الثالثة بقذائف هاون.