شدد وزير الموارد المائية، حسين نسيب، أمس، على ضرورة التخلي عن الحلول الترقيعية والاستعجالية لمعالجة ظاهرة الفيضانات، مشيرا إلى أهمية التحكم في الأودية الكبيرة من خلال التهيئة الكاملة وفقا لدراسات تشمل وتراعي مختلف الأبعاد في العملية. كشف نسيب على هامش ترؤسه اليوم التقني المنظم حول تهيئة الوديان بالتنسيق مع الشركة الكورية «داوو» بفندق الجزائر، عن دراسة شاملة تضمن الحل الدائم لظاهرة الفيضانات وتأمين الولايات لاسيما التي عرفت فيضانات بصفة دورية والتحكم بها بصفة نهائية مع نهاية 2015، والحيلولة دون تضييع الجهود المادية والمالية المرصودة لهذا الغرض. وذكر الوزير بأن نظام الإنذار من الفيضانات الذي يدخل الخدمة العام الداخل يعول عليه كاجراء وقائي استراتيجي. وفي المقابل، أكد الوزير على جانب هام يتمثل في الوقاية من الفيضانات، حيث قال إنه ابتداء من 2015 ستكون لكل مديريات الري عبر الوطن حظيرة مزودة بالعتاد اللازم تتولى تنظيف الأودية بصفة دورية كل سنة، مشيرا إلى أن هذه العملية ستكون بمثابة ثقافة سلوكية تسعى الوزارة إلى ترسيخها لدى مديرياتها وإطاراتها لاسيما بالمناطق المهددة بالفيضانات. كما أشار نسيب إلى آلية قانونية سيتم تجسيدها بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي بوضع دراسة لتطوير إستراتيجية وطنية للتصدي الفيضانات ومع نهاية 2015 سيتم الكشف عن معالمها، إلى جانب إعداد خرائط للمناطق المهددة بالفيضانات عبر الساتل، وإحاطتها بقوة قانونية لأخذها بعين الأهمية خلال أي مخطط تعميري من طرف السلطات المحلية. إلى جانب الاستعانة بتكنولوجية التنبؤ بالفيضانات قبل ساعات من حدوثها والتي سيتم تجسيدها من خلال شراء معدات المراقبة المائية للأمطار وإخضاعها للقياسات بأكثر من مائة محطة منتشرة في جميع أنحاء البلاد بهدف إقامة نظام التنبؤ والإنذار من الفيضانات وهو المشروع الذي سيكون جاهزا قبل ديسمبر 2015 لاسيما بالولايات التي سجلت بها الظاهرة كثيرا. من جهة أخرى، تحدث المسؤول الأول عن القطاع في كلمة له خلال اليوم التقني عن أعمال ومشاريع جديدة للتوفيق بين تطوير إدارة الأودية والفيضانات لتأمين السكان، فضلا عن إدارة البيئات الطبيعية لاستعادة التنوع البيولوجي، حيث يجري تعميم هذا النوع من التنمية الهيدروليكية بالتوفيق وتصميم المناظر الطبيعية في جميع أنحاء الأودية الأخرى في الجزائر على غرار وادي الحراش. وفي سياق آخر، كان اليوم التقني فرصة لاستعراض مختلف التجارب من الجانبين الجزائري والكوري في مجال تهيئة الأودية الكبيرة على غرار تهيئة وادي الحراش بالعاصمة الذي بلغت الأشغال به 52%، وواد الرمل وبومرزوق بقسنطينة، والاقتراحات المقدمة من طرف مؤسسة «داوو» الكورية لتهيئة منبع وادي الحراش أي من البليدة الى حمام ملوان بالبليدة، وكذا تسريح مجرى وادي المفرغ بالطارف الوحيد الذي يصب في البحر لضمان عدم فيضانه.