أطلقت وزارة الموارد المائية، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، في إطار برنامج دعم قطاع المياه والتطهير ”ماء2”، دراسة لإعداد استراتيجية وطنية لمكافحة الفيضانات، وسيتم خلال الأشهر المقبلة اختيار 50 موقعا من أصل 600 موقع مهدد بالفيضانات لاقتراح أحسن سبل للتدخل، الوقاية ونظام الإنذار تتدعم بها مديريات الري والوكالة الوطنية للسدود لمراقبة مجاري الأودية وحماية التجمعات السكانية والمحيطات الفلاحية. وحسب مديرة المشروع على مستوى وزارة الموارد المائية، السيد حسيبة حموش، فقد خصص للدراسة التي يقوم بها مجمع من مكاتب للدراسات 1,2 مليون أورو على أن تسلم قبل نهاية 2015. وبغرض إطلاع إطارات من وزارة الموارد المائية وممثلي الاتحاد الأوربي على محتوى الدراسة التي تسمح للجزائر بإنجاز خريطة طوبوغرافية جديدة عن وضعية الأودية ومسارها نظم، أمس، بفندق الأوراسي، يوم تقني حول الفيضانات حضره خبراء من فرنسا، إسبانيا وهولندا لاستعراض خبراتهم وتدعيم عمل أربعة مكاتب دراسات فازت مؤخرا بالمناقصة التي تم إطلاقها لاختيار الشريك التقني الذي يتكفل بإعداد استراتيجية وطنية لمكافحة الفيضانات. وحسب تصريح مدير التطهير وحماية البيئة بوزارة الموارد المائية، السيد أحسن آيت عمارة، ل«المساء” فإن الجزائر خطت خطوات عملاقة في مجال تهيئة منشآت جمع المياه مع اقتراح حلول ناجعة للفيضانات بعدد من الأودية بسيدي بلعباس، غرداية والبيض وذلك من خلال إنجاز سدود مصغرة لجمع المياه المتدفقة بسبب الأمطار الغزيرة، غير أنه حاليا يقول السيد أيت عمارة يستوجب إعداد دراسة لإنجاز خريطة طبوغرافية ومعالجة إشكالية الفيضانات بعدد من المدن الجزائرية على ضوء التجارب الأجنبية. وقد شرع مجمع لمكاتب الدراسات من إسبانيا وهولندا في تشخيص وضعية الأودية وتحليل الكوارث الطبيعية المسجلة خلال العشر سنوات الأخيرة منذ شهر ونصف. وحسب ممثل الوزارة فإنه سيتم انتقاء 50 موقعا من أصل 600 نقطة سوداء لتتم تجربة الإستراتيجية المقترحة من طرف الخبراء والتحكم في مجاري المياه بالأودية، وتحديد نوعية التدخلات التي يجب إجراؤها للوقاية من الفيضانات المتكررة في نفس المواقع كل فصل شتاء.