بالمعاناة يولد الإبداع وبالحرية يتطور ويكبر. الكاتب والفنان بشكل خاص يتأثران بالظروف المحيطة بهما كثيرا، سواء كانت اجتماعية أو سياسية، من فكرة معينة يقوم بتوظيفها في عمل أدبي أو فني يقدمه للناس وبالنهاية القارئ أو المشاهد هو الذي يقيم هذا العمل ومدى نجاحه وشعبيته. هذا العمل أو هذا العطاء بمختلف أشكاله يعتبر نضالا إن كان مؤثرا ويصب في مصلحة أبناء مجتمعه. وللنضال مسالك كثيرة كلها ضرورية في حياة الشعوب، فبالبندقية وبالقلم وبالشعر وبالغناء يمكن التأثير وتغيير أشياء كثيرة وكل إنسان يناضل بطريقة معينة تتناسب مع قدراته وظروفه. وفي الكثير من الأحيان تسبق التجربة عمر صاحبها وهي الحالة مع مكعو عبد القادر، هذا الشاب الذي ينتمي بامتياز للمسرح كممثل، أسهم في تنشيط الحركة المسرحية في عين تموشنت واستطاع أن يجذب الجمهور إليه بتمثيله الناجح على خشبة المسرح. تجربته راكمت ما يفوق عمره، وبمعنى أصح شارفت النضج، لكنه مقتنع تماما بأنها لم تكتمل وأنه لايزال يغترف ويتعلم من الحياة. «الشعب» إلتقته و أجرت معه هذا الحوار... ^ الشعب: من هو عبد القادر؟ ^^ مكعو عبد القادر من مواليد 30-10-1990 بعين تموشنت، أنهيت مشواري الدراسي في السنة الثالثة ثانوي شعبة آداب. ^ نبذة موجزة عن بداياتك الفنية؟ ^^ لا أعرف من الذي دفعني إلى المسرح، ولكن مما لاشك فيه أنه القدر؛ قدري أن أكون مسرحياً. فأنا صعدت خشبة المسرح بعد أن كانت بدايتي بالانخراط في دار الشباب معمر العردجان بعين تموشنت في ورشة المسرح وسنّي 08 سنوات، درست هناك المسرح على يد أساتذة مختصين في المسرح على غرار محروز رشيدة، مهاجي رشيدة وسيد احمد شبّاح، ثم قمت بدراسة الفن المسرحي والمشاركة في إحياء احتفالات ومناسبات نظمتها دار الشباب، وبعدها في سن 14 سنة بدأت بكتابة المونولوج والقيام بتمثيله على الخشبة وهذا إلى غاية يومنا هذا. ^ من هم الفنانون الذين تأثرت بهم كثيرا؟ ^^ أنا متأثر جدا بكل من صالح أوقروت، عثمان عريوات، جمال دبوز وجاد مالح. ^ أهم الأعمال الفنية التي اشتغلت عليها؟ ^^ أهم أعمالي التي قمت بها تتمثل في مونولوج تحت عناوين هادفة ورسالة إلى المستقبل. عملت أيضا كمهرج للأطفال، قدمت عدة مسرحيات ثقافية وترفيهية، شاركت في حصص تلفزيونية ومهرجان الطفل في عين تموشنت، إضافة إلى مسابقة في مسرح الهواة بمعسكر وعدة أسابيع ثقافية تقريبا في كل ولايات الوطن. ^ ماهي المشاكل التي تشغل بال الفنان الجزائري؟ ^^ أهمها بطاقة الفنان التي تمنح بالمحسوبية و»المعريفة»، فنحن نواجه مشكلا كبيرا في اقتنائها، إضافة إلى مشكل التأمين، فالفنان ليس لديه دخل دائم ولا منحة تقاعد. ^ ماذا تقترحون لتحسين الوضعية ^^ وضعية الفنان لازالت غير مستقرة في الجزائر والحل في خلق مناخ ملائم تتحكم فيه ضوابط تنظيمية عن طريق الاتصالات الدائمة بالفنان لجعله على دراية بالمواعيد الثقافية وبالتالي المشاركة الواسعة للفنان في المهرجانات والأسابيع الثقافية. ^ ما رأيك في ظاهرة المهرجانات وتأجيل مهرجان الفيلم العربي بوهران؟ ^^ أنا مع هذه المهرجانات، لكن بشرط أن يكون لها هدف (أي رسالة). أما بخصوص تأجيل مهرجان الفيلم العربي بوهران، فأنا أرى إن كان هذا التأجيل من أجل فائدة فمرحبا، لكن إن كان من أجل شيء لا عنوان له فهذا يعود بالضرر على الممثل. ^ فيلم الوهراني أثار ضجة كبيرة، ما رأيك في تبعاته؟ ^^ حقيقة أنا لم أشاهده. ^ يرى بعض النقّاد أنَّ الدراما التلفزيونية طغت على السينما والمسرح، فألقتهما في الظل. ما رأيك؟ ^^ هذا الكلام حقيقي وصحيح. لكن من وجهة نظري كرجل مسرح، أن المسرح يبقى أبا الفنون، وظاهرة انحسار الجمهور عن المسرح هي ظاهرة آنية، سيعود الجمهور إلى المسرح وأنا أرى تباشير ذلك في بعض الولايات والبلديات التي نقدم فيها أعمالاً، وهذه الظاهرة على فكرة هي ظاهرة عالمية وليست مقتصرة علينا. ^ ما رأيك في وزيرة الثقافة الدكتورة لعبيدي؟ ^^ أرى أنها تهتم أكثر بالشباب المثقف بصفة عامة والفنانين بصفة خاصة ومنذ مجيئها لا ننكر أن الكثير من الجوانب في مجال الثقافة تحسنت. ^ ما هو تقييمك لسنة 2014 ثقافيا؟ ^^ بالنسبة إليّ سنة 2014 نوعا ما مُرضية وذلك لمشاركتي في بعض الحصص الفنية والثقافية على شاشة الصغيرة وهو ما سمح لي بتقدمي خطوة نحو الأمام وبسببها منحت لي عدة أعمال. ^ ما هي توقعاتك لسنة 2015؟ وكفنان ماذا تنتظرون من الوزيرة لتجسيده على أرض الواقع؟ ^^ أتوقع تحسين وضعية الفنان أفضل مما كانت عليه في الماضي، والاهتمام أكثر بالفنان والمهرجانات الثقافية والبحث عن المواهب وعدم التفريط فيها. ^ كلمة أخيرة لقراء «الشعب». ^^ أتمنّى الاهتمام أولا بالشباب الجزائري والفنان الصاعد حتى يتمكن من العيش الكريم. وبالمناسبة أشكر كلا من الأستاذة محروز رشيدة والممثل عبد القادر باهي دون أن أنسى أخي وصديقي مهاجي حمزة وكذا جريدة «الشعب» التي تهتم بالمواهب الصاعدة وتخصهم دائما بمثل هذه الحوارات.