سيشارك الإنتاج السينمائي الجزائري في المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بواغادوغو في طبعته21 والمقرر تنظيمه من 28 فيفري إلى 7 مارس المقبلين بفلمين طويلين وهما ''البيت الأصفر'' لعمر حكار، و''مسخرة'' لإلياس سالم. يعتبر الفيلمان من أهم الانتاجات الجزائرية التي وقع الاختيار عليها في طبعة ,2009 حيث استقطب فيلم ''البيت الأصفر'' اهتمام النقاد في الجزائر وخارجها، خاصة بعد النجاح الذي حققه في مهرجاني ''لوكارنو''، و''الفيلم الأمازيغي'' مؤخرا، ويرى كثيرون من متتبعي الفن السابع في الجزائر أن هدا العمل المشترك بين الجزائروفرنسا كانت له شعبية كبيرة لتطرقه لقضية الانتماء التي أضحت تفرق بين شعب واحد وخوضه الجمال الجزائري من جانب آخر، وتدور وقائع الفيلم قي منطقة الأوراس وفي مناخ قروي، وتروي قصة قروي بسيط فقد ابنه الذكر الوحيد، الذي كان يؤدي الخدمة العسكرية. وفي محنة استعادة رفاته، يعاني هذا القروي في عزلة تامة من ثقل البيروقراطية القاتلة، ولكنه يكتشف في نفس الوقت طيبة وتضامن أبناء البلد في الأوقات المؤلمة، أما عن لب قصة الفيلم، كما يقول عمر حكار، مستوحاة من ماضي المخرج نفسه، الذي اضطر لاصطحاب رفاة أبيه من فرنسا ليدفن في بلاد الأوراس، التي غادرها ولم يتجاوز عمره ستة أشهر، لكن شاءت الأقدار، عند وفاة والده أن يرافق جثمانه، كما أُجبر على إعادة اكتشاف النصف الآخر من واقعه وشخصيته التي تسمى الأوراس وتسمى الجزائر، فاكتشفت في هذه الظروف، بمرها وحلوها. إن هذا النصف الثاني من شخصيته موجود بداخله، الشيء الذي خلق الفضول لديه ودفعه إلى العودة إلى الجزائر من جديد، أما فيلم مسخرة الذي عرف هو الآخر نجاحا كبيرا الآونة الأخيرة حيث سبق له الحصول على جوائز أخرى منها ''الجائزة الكبرى'' للأفلام الخيالية بمهرجان السينما الإفريقية بفرنسا الشهر الماضي، و''جائزة الجمهور الكبرى'' بمهرجان الأفلام الإفريقية بمدينة بيزنسون في فرنسا الشهر الماضى أيضا، كما اختير هذا الفيلم للترشح النهائي لجائزة الأوسكار لأحسن إنتاج أجنبي التي تمنحها أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأميركية في فبراير المقبل، ويحكى الفيلم قصة فتاة مصابة بمرض النوم الغريب تعيش في قرية هادئة اعتقد أهلها بأنها ستصير عانسا بفعل المرض، لذا أعلن أخوها الكبير بأنه وجد لأخته خطيبا ثريا ما زاد من تفاقم الإشاعات عنها. وسيشهد هذا الموعد التقليدي لواغادوغو الذي ينظم هذه السنة تحت شعار ''السينما الإفريقية: سياحة و تراث ثقافي'' حسب منظميه عرض 129 فيلما في إطار المنافسة الرسمية المخصصة للأفلام الإفريقية و للشتات الإفريقي، والتي ستتميز بتنافس أربع فئات إنتاجية،هي ''منافسة الأفلام الطويلة الخيالية''، و ''منافسة الأفلام القصيرة لخيالية''، و ''منافسة الأفلام الوثائقية''، و ''منافسة أفلام الشتات''، وعن اختيار عنوان المهرجان ''السينما الإفريقية: سياحة و تراث ثقافي'' أكد المنظمون أنهم أرادوا من خلال هذا الخيار جعل فيسباكو فضاء لدفع المحترفين الأفارقة للسينما إلى استخدام فنهم في ترقية و تثمين الثروات السياحية والتراثية للقارة الإفريقية ------------------------------------------------------------------------