صدرت مؤخرا عن منشورات المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار، الترجمة العربية لكتاب ''جزائر الجزائريين تاريخ الجزائر ''1954-''1830 للمؤرخ المرحوم محفوظ قداش... جاءت الترجمة التى قام بها الاستاد محمد المعراجى محافظة على روح النص الاصلى الذى عالجه المؤرخ المرحوم محفوظ قداشن، وهو الكتاب الذى اعتبرته الطبقة المثقفة أنداك كأهم دراسة تصدر للمؤلف. وبالرجوع إلى ترجمة مقدمة الكتاب الذى صدر أصلا باللغة الفرنسية سنة ,2003 ويرسم فيه المؤلف تاريخ الجزائرمن 1830 وحتى سنة 1954 تاريخ بدء الثورة التحريرية، يقول المؤلف'' :جزائر الجزائريين، يبدو من خلال عنوانه متناقضا بالنسبة لفترة من تاريخ الجزائر كانت دائما تقدم فى الكتابة التاريخية الجزائرية تحت عنوان ''الجزائر الفرنسية.'' مضيفا أن هذا العنوان جاء على هذه الشاكلة لأننا كما قال أردنا أن نبرز وضعية الجزائريين الأهالى فى تلك الفترة ومصيرهم وكيف كانوا يتعاملون مع الغزو والاحتلال الاستعمارى الفرنسى. واستطرد المؤلف ..هو غزو مع كل ما فيه من عنف وبشاعات قد قاومها جيش الدولة الجزائرية كما كان موجودا فى دلك الوقت 1830 وجيش الدولة، كما آصلحها عبد القادر من جهة وصالح من جهة أخرى، وهى كذلك ''الجزائر'' المقاومة الشعبية من قبل القبائل والشرفاء والانتفاضات المتعددة التى واكبت القرن ال19 وتواصلت فى القرن الموالي. ويواصل المؤلف.. إذا كان الاستعمار قد غير البلاد، فقد فعل ذلك لصالح السكان الأوروبيين، فأغلبية الجزائريين قد تألمت من الوضعية الاستعمارية الشنيعة وقبعت فى الفقر الاقتصادى والفكرى المدقع.. مسترسلا أن الجزائرى لم يستطع البقاء حيا إلا بفضل القيم الاخلاقية والروحية والتقليدية التى كان لها شرف تسيير مجتمعه، والتى أعطت العديد من الأشكال الأخرى للمقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسى. وهذا ما سمح فى القرن ال20 بتكوين معارضة سياسية عصرية ومنظمة ومتتنوعة وبعد البدايات المحتشمة، سمحت ببروز وطنية صارمة شكلت أصل جبهة التحرير الوطنى وعامل تحرير البلاد بالكفاح المسلح. هدا هو التطور التاريخى ''قول المؤلف..'' الذى حاولنا تقديمه فى هذا الكتاب والذى حثنا على اختيار العنوان ''جزائرالجزائريين.'' مؤكدا فى الاخير قوله'' : يعتبر هذا الكتاب مواصلة للكتب الثلاثة الأولى التى عالجت ''الجزائر فى العصر العتيق'' و''جزائر القرون الوسطى ''والجزائر فى عهد العثمانيين.'' والجدير بالملاحظة أن الكتاب والذى يقع فى 403 صفحة ينقسم إلى 18 فصلاعالج المؤلف فى الفصول الثلاثة الأولى سقوط مدينة الجزائر وتجاوزات المحتل واحتجاجات الاعيان بعد سقوط المدينة ثم الجزائر المستقلة ''1830 1837 وفى فى الفصل الرابع تطرق المولف إلى تكوين الأمة والدولة الجزائريتين معالجا فى الفصلين الأخرين موضوع'' الجهاد الأكبر: عبدالقادر وبومعزة ومنطقة قسنطينة، بلاد القبائل والجنوب.'' وفى الفصلين السابع والثامن تطرق إلى ''الجزائر أرض استعمار ومستعمرة استيطانية، والجزائريون والنظام الاستعمارى مبرزا في الفصلين التاسع والعاشر إلى مقاومة الصحراء والانتفاضات الكبرى ''انتفاضة .1871 عالج المؤلف بعدها فى الفصل ال11 و12 ''المجتمع الجزائرى والسياسة الاستعمارية 1870 1914 والجزائريون والحرب العالمية الاولى، وفي الفصلين التاليين تطرق المؤرخ إلى الأوج الاستعمارى ''المنتخبون الجزائريون 1919: 1930 ثم أصل الطليعة المناهظة للاستعمار الشيعيون والعلماء والوطنيون ''1919 .1933 وفى الفصول الأخرى المتعاقبة تحدث المؤرخ عن المؤتمر الاسلامى ثم الحرب العالمية الثانية والحياة السياسية 1946 1951 ثم مختتما كتابه بموضوع نحو أول نوفمبر 1951 .1954 وللإشارة فان المؤرخ محوظ قداش هو من مواليد حى القصبة سنة 1921 وكان الفقيد يشغل منصب استاد فى التاريخ بجامعة الجزائر، حيث وافته المنية فى 30 جويلية 2006 بالجزائر .