يوارى الثرى اليوم الثلاثاء المؤرخ محفوظ قداش، بعد أن وافته المنية مساء الأحد عن عمر يناهز 85 سنة. وأج ويعد قداش مرجعا حقيقيا في التاريخ الجزائري المعاصر والحديث. وعمل من خلال تآليفه الكثيرة حول تاريخ الجزائر منذ العصور القديمة على أن يعرف الجزائريون تاريخ أرضهم التي صقلها تاريخ إفريقيا والمغرب العربي والدول القديمة للجزائر الحديثة، من نوميديا ومملكة تيهرت والجزائر العثمانية حتى الجزائر تحت السيطرة الفرنسية. وأراد المؤرخ محفوظ قداش من خلال كتابه "جزائر الجزائريين" أن يمكن الجزائريين من اكتشاف "أصول هويتهم وثوابت مقاوماتهم متعددة الأشكال والمكتسبات التي جاءت من الشعوب والحضارات التي احتكوا بها". وأشرف المؤرخ، الذي ولد بالقصبة، خلال مشواره على العديد من المذكرات ورسائل الماجستير والدكتوراه في التاريخ وعلم المكتبات. ومن بين مؤلفاته "الحياة السياسية بالجزائر ما بين 1919 و1939" (1970) و"جزائر العصور القديمة" (1972) عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع و"الأمير عبد القادر" عن دار النشر "ميك" ومنشورات "فن وثقافة" (1974). للتذكير ولد المؤرخ محفوظ قداش سنة 1921 بالقصبة (العاصمة) وفي سن السادسة فقد والده ومنذ شبابه مارس عدة مهن سيما بائع خضر ومواد التجميل. وبالموازاة كان يزاول دراسته بانتظام في العاصمة، حيث تحصل على شهاداته الدراسية وانتقل فيما بعد إلى المدرسة العليا، حيث تحصل على شهادته العليا وعلى شهادة ليسانس في مادة التاريخ وبعد سنوات تحصل المؤرخ على دكتوراه دولة. وللدكتور قداش تاريخ حافل بالنضال في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية والحركة الوطنية تعرض خلاله للتعذيب والاعتقال من طرف السلطات الاستعمارية.