وجه بن كيمون الأمين العام الأممي رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ذكر من خلالها بالمكاسب والإنجازات المحققة في محيط دولي متغير. قال بن كيمون في ذات الرسالة التي تلقت «الشعب» نسخة منها، أن ماتحقق ليس غالية في حد ذاته، بل محطة لإستكمال العمل لوضع حد للعنف الذي يطال المرأة في أكثر من جهة. قبل عشرين عاما مضت، عقد العالم مؤتمرا تاريخيا عن موضوع حقوق الإنسان الخاصة بالمرأة، وذلك على خلفية النزاع المدمّر في يوغوسلافيا السابقة وما استرعاه من اهتمام بمسألة الاغتصاب وجرائم الحرب الأخرى التي ارتُكبت هناك ضد المدنيين. واليوم، وبعد مرور عقدين من الزمن، أصبح من السهل أن يتسرب إلينا اليأس من جدوى التجمعات الدولية ونحن نشاهد جماعات متطرفة عنيفة تستهدف فتيات لا تتجاوز أعمارهن سبع سنوات، بل وتستخدمهن سلاحا لخدمة أغراضها. لكن في حين تظل أمامنا أشواطا طويلة يتعين قطعها قبل أن نتمكن من تحقيق المساواة الكاملة - مع التركيز بوجه خاص على وضع حد للعنف القائم على نوع الجنس - فإن التقدم الذي أُحرز على مدى العقدين الماضيين شاهد على القيمة الثابتة لمؤتمر بكين المعني بالمرأة لعام 1995. فمنذ اعتماد إعلان ومنهاج عمل بكين، سُجلت مستويات لم يسبق لها مثيل، سواء من حيث عدد الفتيات اللائي التحقن بالتعليم أو من حيث أنواع هذا التعليم. وانخفض إلى النصف تقريبا عدد وفيات النساء أثناء الولادة، وما فتئ يتزايد عدد النساء اللواتي يتولين مناصب قيادية في الشركات والحكومات والمنظمات العالمية. وقد اعترف الأمين العام الأممي «بان كي مون»، في رسالة بمناسبة اليوم العالمي، بأن المكاسب قد تحققت بوتيرة بطيئة للغاية وبصورة غير متكافئة، وسجّل ضرورة بذل مزيد من الجهود لتسريع وتيرة التقدم في كل مكان، والتصدي للجماعات المتطرفة العنيفة التي تستهدف النساء والفتيات في العديد من البلدان، حيث تتعرضن للاغتصاب وللاسترقاق الجنسي؛ وتقُدمن كجوائز للمسلحين أو تستُخدمن في مقايضات بين الجماعات المتطرفة في شبكات الإتجار. وختم «بان كي مون «، رسالته بالتشديد على ضرورة اتخاذ موقف عالمي واضح تجاه هذا الهجوم الكلي على حقوق الإنسان الخاصة بالمرأة، و ذكّر، بأن لهذا العام أهمية حاسمة للنهوض بهذه الحقوق، فالمجتمع الدولي – كما أشار - عاكف على وضع خطة جديدة للتنمية المستدامة تستند إلى الأهداف الإنمائية للألفية وتحدد معالم السياسات العامة والاستثمارات الاجتماعية للجيل القادم. وقال «لا بد من إعطاء الأولوية لمسألة المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في خطة التنمية لما بعد عام 2015 إذا أريدَ لهذه الخطة أن تسفر عن تحوّل حقيقي، فالعالم لن يحقق أبدا 100 في المائة من أهدافه ما لم يحقق 50 في المائة من ساكنته إمكاناتهم الكاملة. ومتى أطلقنا العنان لقوة المرأة، أمكننا تأمين المستقبل للجميع».