ينتظر أن تطفو المزيد من الانعكاسات السلبية للأزمة الاقتصادية على سوق السيارات في الجزائر إلى السطح خلال الأشهر القليلة القادمة، بحيث يتوقع أن تتراجع نسبة المبيعات خلال السداسي الأول من السنة الجارية إلى مستويات حرجة، لاسيما أنها تدحرجت ب 18 بالمائة مع نهاية السنة الماضية، الأمر الذي اعتبره المدير العام ''لطويوطا'' الجزائر السيد حسايم نور الدين نتيجة حتمية لمخطط العمل الذي ستنتهجه البنوك الأجنبية الممولة لقروض اقتناء السيارات في ظل استمرار تداعيات الأزمة المالية العالمية. ولدى استضافته أمس بمنتدى جريدة ''البلاد''، أوضح السيد حسايم انه بالرغم من ازدهار سوق السيارات خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة ,2008 إلا أن نسبة المبيعات في الجزائر عرفت تراجعا ملحوظا بداية من شهر نوفمبر الفارط، بالموازاة مع إلزام الوكلاء بدفع الرسم الجديد على قيمة المبيعات، حيث تقلصت المبيعات آنذاك 5 بالمائة، ومما زاد الطين بلة حسب ذات المتحدث هو تأثر البنوك بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، الأمر الذي انعكس سلبا على السوق الوطنية حيث تواصل تراجع المبيعات في ذلك الاتجاه إلى أن بلغ 18 بالمائة مع نهاية شهر ديسمبر من نفس السنة، باعتبار أن البنوك الأجنبية تمول 35 بالمائة من قروض السيارات المباعة في الجزائر، مما يدع القول أن الوضع مرشح للاستمرار في التدهور خلال الأشهر القادمة، لاسيما أن الزبون سيجد صعوبة اكبر في الحصول على قرض، ولهذا تعوّل الشركة على بنك ''البركة'' في التخفيف مستقبلا من حدة ووقع الأزمة. أما بخصوص الوضعية الراهنة التي تعرفها شركة ''طويوطا'' الجزائر في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، فأكد مديرها العام أنها تشهد استقرارا في الوقت الحالي على عكس باقي الوكلاء، وذلك بفضل الاستراتيجية التي تنتهجها الشركة الأم ''المجمع السعودي عبد اللطيف جميل''، بصفته اكبر مجمع خاص استطاع خلال سنة 2008 أن يوزع ما يزيد عن 210 ألف سيارة عبر العربية السعودية، بالإضافة إلى 99 ألف مركبة على المستوى الدولي، من بينها 36 ألف سيارة نحو الجزائر أي ما يعادل 40 بالمائة من مجموع السيارات الموزعة دوليا، بما في ذلك مصر، المغرب، سوريا، الصين، السودان، إمارة موناكو وألمانيا. وفي ذات السياق أشار المتحدث إلى أن حداثة شركة ''طويوطا'' الجزائر التي ظهرت مع مطلع التسعينات، لم تمنع من تحقيق نتائج جد ايجابية في فترة وجيزة، بحيث تمكنت مع حلول سنة 2001 من تمثيل علامات رائدة أخرى على غرار ''هينو''، ''دايهاتسو'' وأخيرا ''سوبارو''، في حين قدرت قيمة الاستثمارات إلى حد الآن ب 90 مليون دولار، أحدثها تم غرسه بولاية وهران منذ حوالي شهر وكلف لوحده 10 ملايين دولار، ليحتل بذلك اكبر استثمار في مجال السيارات بالجزائر، ويرتفع عدد المواقع المعتمدة من قبل الشركة إلى 47 بعدما كان لم يتجاوز عددها في البداية 15 موقعا. أما بشأن رقم الأعمال المحقق من قبل الشركة خلال سنة 2008 فأوضح المتحدث انه يتراوح في حدود 800 مليون دولار، سيتم إعادة استثمارها في الجزائر قصد تطوير شبكة الشركة وإعادة هيكلة فروعها، مضيفا أن ''طويوطا'' الجزائر تعتزم رفع التحدي خلال السنة الجارية لبلوغ 40 ألف سيارة موزعة عبر تراب الوطن، أي ما يزيد عن 10 بالمائة عما تم تحقيقه في السنة الماضية، الأمر الذي تعتزم الشركة تحقيقه اعتمادا على خبرتها في ميدان سوق السيارات . من جهة أخرى، وفي معرض رده على احد الأسئلة المتعلقة بسر نجاح الشركة، فكشف السيد حسايم نور الدين أن الإستراتيجية المنتهجة تمتد على المدى البعيد، وتعتمد بشكل كبير على تغيير الدهنيات وكيفية النظر إلى سوق السيارات، بحيث تستمد الشركة قوتها من اقتناع ورضاء الزبون بخدمات ما بعد البيع، وليس الاكتفاء بالبيع في حد ذاته، ولهذا تحرص الشركة الأم على إخضاع عمالها وموظفيها لتربص مغلق يدوم قرابة شهر، أين يتم تلقينهم ''فلسفة طويوطا'' والمبادئ الأساسية في التجارة، بما يضمن نجاعة في التسيير وتحكم مطلق في السوق.