في أول لقاء من نوعه بين الهيئة التشريعية والمجتمع المدني، استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، أمس، رئيسة جمعية "اقرأ" عائشة باركي، مع وفد مرافق لها، ويندرج هذا اللقاء في إطار العمل التشاوري مع الحركة الجمعوية، للاستماع إلى انشغالات هذه الأخيرة، المدعوة للتكيف مع قانون الجمعيات الذي صادق عليه البرلمان بغرفتيه سنة 2012. ثمنت باركي في تصريح للصحافة على هامش اللقاء الذي جمعها مع رئيس المجلس الشعبي الوطني، المبادرة التي قام بها البرلمان والتي ستستمر في شكل سلسلة من اللقاءات مع الحركة الجمعوية والمجتمع، والتي جاءت استجابة لطلب من المجتمع المدني للالتقاء تحت قبة البرلمان. عدة انشغالات حملتها باركي لولد خليفة منها تقييم الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية للوقوف على الايجابيات التي تم تحقيقها والسلبيات التي ينبغي معالجتها، كما تتطلع إلى جعل جمعية "اقرأ" ذات منفعة عامة، مطالبة في هذا الإطار بإصدار النصوص التطبيقية لقانون الجمعيات، مما يسمح بالعمل بأريحية أكثر، وهناك انشغال آخر يتمثل في إصدار الكتب، يحتوي البعض منها على شروحات حول قانون الأسرة وقانون العقوبات التي صادق عليه البرلمان في بداية الدورة الربيعية الحالية. وطالبت في هذا السياق بتفعيل قانون الجمعيات، الذي ثمنت محتواه كونه جاء كما قالت لتنظيم عمل المجتمع المدني، وقد لفتت إلى جانب التمويل، حيث تتطلع أن يحمل الانتقال إلى جمعية ذات منفعة عامة، بعض الايجابيات في هذا الجانب، وهنا تحدثت عن الجدل الذي أثير حول مسألة التمويل من الخارج، وقالت أن هذا الأمر لا يقلقها، مع العلم أن إعانات الدولة والجماعات المحلية لا تمنح للجمعيات، إلا بعد تقديم حالة صرف الإعانات الممنوحة سابقا كما جاء في القانون الخاص بهذه الأخيرة. وفيما يتعلق بموارد الجمعيات وأملاكها، فإن القانون يمنع على أية جمعية الحصول على أموال ترد إليها من تنظيمات أجنبية ومنظمات غير حكومية أجنبية، ما عدا تلك الناتجة عن علاقات التعاون المؤسسة قانونا، وقد أوضحت في هذا الصدد تقول أن كل مشروع تقوم به الجمعية مع هيئات أجنبية، لا بد عليها أن تخبر مسبقا الجهات المعنية بالتفاصيل المتعلقة به، وتؤكد أنها لم تجد حرجا في التعامل مع منظمات خارج الحدود، ما دام ذلك واضحا وفي إطار القانون. وتطمح باركي لأن يلقى طلبها الاستجابة، وأن تتمكن من تحقيق الانشغال المتعلق بالكتب، ما جعلها تراهن على تواجدها في 1300 بلدية وانتشارها عبر القرى والمناطق البعيدة من الوطن بالإضافة إلى مكاتبها المتواجدة بالمدن . وأكدت أن الجمعية في نشاطها المتواصل تمكنت من إحراز أشواط كبيرة في مجال محو الأمية، مشيرة إلى الصعاب التي واجهتها طيلة عملها، لكنها رفعت التحدي بإرادة لا تقهر في مجال تدريس الكبار من الذين لم يكن لديهم الحظ أو حالت ظروف معينة دون الالتحاق بالمؤسسات التربوية. ويذكر أن المجلس الشعبي الوطني قد برمج لقاءات مماثلة مع الجمعيات والمجتمع المدني، حيث يلتقي محمد العربي ولد خليفة اليوم مع رئيس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، عبد العالي مزغيش، ويستقبل غدا رئيسة الهلال الأحمر سعيدة بن حبيلس.