قال طبيب نرويجي إن قوات الاحتلال الإسرائيلي جعلت من قطاع غزة مختبرا كبيرا لتجريب أسلحتها الجديدة خلال العدوان الأخير الذي شنه جيشها على القطاع لمدة 23 يوما. واتهم جراح العظام النرويجي البروفيسور مادس غيلبرت في مقابلة مع قناة الجزيرة مساء الأحد، الجيش الإسرائيلي بأنه استخدم في غزة أسلحة جديدة وغير تقليدية. مشيرا إلى أن الإصابات التي تحدثها هذه الأسلحة تفرض على الأطباء بتر الأعضاء المصابة. وأكد غيلبرت الذي أمضى بمستشفى الشفاء في غزة 11 يوما من زمن العدوان أن إسرائيل خرقت وتخرق القوانين الإنسانية وأن غزة كانت كلها هدفا عسكريا. ولم يكن فيها مكان آمن. وكشف الجراح النرويجي أنه أعد بحثا طبيا عن نوعية الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في غزة. ولاحظ أن الإصابات تتطابق مع تلك التي تتسبب فيها قنابل الدايم التي تتفاعل مع المواد المخدرة لتنفجر في جسد الجريح. وأضاف: أن الجيل الجديد من هذه القنابل فيه يورانيوم مخصب ويسبب مرض السرطان. ويؤدي إلى وفاة المستهدف بعد بضعة أشهر من إصابته إن لم يمت في الحال. وأوضح غيلبرت أنه إذا كانت إسرائيل ترغب في نفي استعمال أسلحة فتاكة ومحرمة فعليها أن تفتح أبواب غزة للطواقم العلمية والقانونية لتعاين بنفسها وتخرج بتقرير يصبح وثيقة دولية يمكن الاستناد إليها. ووصف الخبير النرويجي العدوان الإسرائيلي على القطاع بأنه حرب ملعونة. مضيفا: أن ما رآه في غزة شيء مروع وفظيع ولا يصدق وشكل صدمة كبيرة. وقال أيضا: رأيت خلال عملي طيلة 11 يوما بمستشفى الشفاء أن 90 ٪ من الضحايا مدنيون من الأطفال والشيوخ والنساء والشباب، وأن أكثر من خمسة آلاف جريح نصفهم ليسوا فقط من المدنيين بل هم أطفال ونساء.واعتبر الطبيب النرويجي أن الماكينة الإعلامية الإسرائيلية حاولت أن تصور أن القتلى هم من حماس. ويتابع لم أستطع أن أفهم الفكر الإسرائيلي الذي يسوغ قتل الأطفال في مدرسة تابعة للأمم المتحدة بدعوى أنهم أطفال حماس. وأوضح أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على 5,1 مليون شخص منذ أكثر من سنتين في حفرة اسمها غزة بلا طعام ولا ماء ولا كهرباء ولا دواء أكثر فتكا من الأسلحة المحرمة دوليا. وأكد غيلبرت أن إسرائيل تعاقب المدنيين بالجملة . ووصف ما حدث في غزة سنة 2009 بأن العالم سيكتبه بصفحات من دم. وسيتذكر فيه التاريخ إحدى أكبر الفضائح الإنسانية، لا نستطيع أن نجلس ونتفرج على شعب يعاقب بسبب اختياره الديمقراطي. ورأى الجراح النرويجي أن ما يحدث في غزة عقاب جماعي ردا على الانتخابات الشرعية الديمقراطية. وتابع: أنا لا أدعم حماس ولا أي فصيل آخر، لكن من انتخب حماس هو الشعب، وما يحدث هو عقاب جماعي لهذا الشعب. كما استنكر قصف إسرائيل 18 مسجدا أثناء عدوانها على قطاع غزة. وتساءل ماذا كان سيحدث للعالم لو قصفت حماس 18 معبدا لليهود. مضيفا أنه لا يمكن أن يعاقب شعب محاصر بسبب إطلاق بعض الصواريخ، فعدد الوفيات في إسرائيل جراء حوادث السير أضعاف ما تحدثه تلك الصواريخ. وعبر الطبيب النرويجي عن دعمه للشعب الفلسطيني، ودعا إلى زوال الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من أن يختار قيادته وأن تكون له دولة مستقلة. كما دعا سكان غزة إلى الصمود قائلا: إنهم ليسوا وحدهم رغم أننا لسنا هناك الآن، لكننا معهم وعليهم ألا يستسلموا، فإن شعوب العالم الحر تتأمل في صبرهم. ويستمدون من قوتهم، فإن استسلموا فإن الشعوب من بعدهم ستستسلم.