حذر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من محاولات البعض جرّ الشعب الجزائري إلى الفوضى، داعيا إلى صون وحماية مكاسب البلاد والعباد من قبل الجميع حتى نضمن ديمومة الجزائر، موضحا بأن الحياد والوقوف وقفة المتفرج لن يخدم المصلحة العليا للوطن، كما دعا إلى ضرورة عدم الانسياق وراء أسباب مفتعلة تعكس انعدام المواطنة والسلوك الحضاري. وأوضح الرئيس في الرسالة التي بعث بها بمناسبة عيد النصر» لما كنت من هذا الشعب ونذرت حياتي لخدمته ومقاسمته سراءه وضراءه يملي علي الضمير والمنصب حيث بوأني بمحض اختياره أن أصارحكم وأقول لكم إنني متوجس خيفة مما قد يقدم عليه من منكرات أناس من بني جلدتنا اعترتهم نزعة خطيرة إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة في مسعاهم إلى الوصول إلى حكم البلاد حتى ولو كان ذلك على أنقاض دولتنا وأشلاء شعبنا». وانتقد اعتماد بعض الأحزاب والشخصيات السياسية على خطاب هدام مبني على السلبية لزرع الفوضى والشقاق في أوساط الشباب، مؤكد بأن الأوضاع التي تمر بها البلاد تستدعي الالتفاف والحزم والصرامة قائلا «نحن الآن أمام حالة اضطرار إلى إعمال الحزم والصرامة كل الحزم والصرامة في الدفاع عن هذه الدولة، فهو واجب دستوري واجب قانوني واجب شرعي وأخلاقي لا يجوز لا تأجيله ولا التقاعس عنه». وبالمقابل اعتبر رص الجبهة الداخلية وتقوية الجبهة الداخلية الخلاص من هذه المرحلة من خلال قوله «... يجب على أخيار هذه الأمة أن يتجنّدوا ويتكتلوا من أجل رص بنيان الجبهة الداخلية درءا لمخاطر السياق الراهن في منطقتنا التي تعج بشتى أنواع الإضطرابات والتهديدات». وحول قضية تعديل الدستور جدد الرئيس إبقاء باب الحوار مفتوحا، مؤكدا بأن لا حرج في الاستفادة من انتقادات أو ملاحظات تعزز المكاسب الديمقراطية، كما وجه الرئيس بوتفليقة تحية لكل المخلصين من رجال الوطن على غرار أفراد الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن المشتركة التي تجتث الإرهاب.